استغرب إسبانيا القرار الجزائر الأخير بتعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار وعمليات الاستيراد والتصدير، مؤكدة بأن مدريد لم تمس شؤون الجزائر حتى ترد بهذه الطريقة، مشيرة في هذا السياق لقضية الصحراء، التي تؤكد الجزائر أنها "ليست طرفا فيها". وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، ذكر أن مدريد لم تتخذ أي قرار يؤثر على الجزائر أو يمس شؤونها، وقال الجمعة لصحيفة ألباريس، عقب لقاء في بروكسيل، حيث عقد لقاء طارئ مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية والمفوض التجاري فالديس دومبروفسكيس، بعد إعلان الجزائر، الأربعاء، تجميد التجارة مع إسبانيا، وتعليق معاهدة صداقة وتعاون مستمرة بين البلدين منذ عقدين. وقال: "نرجو أن يتم حل الخلاف مع الجزائر في أسرع وقت ممكن عبر الحوار، هذا هدفنا الرئيسي"، معتبرا أن القرار بتعليق التجارة مع إسبانيا "ينتهك اتفاقية الشراكة بينها (الجزائر) والاتحاد الأوروبي". وتابع وفق الأناضول: "اتفقت إسبانيا والاتحاد الأوروبي على أن الخطوة الجزائرية أحادية الجانب تنتهك اتفاقية الشراكة، ورغم أنها موجهة إلى إسبانيا إلا أنها تؤثر على السوق الأوروبية الموحدة والعلاقات التجارية مع الجزائر". وقال الباريس إن الهدف الرئيسي لإسبانيا هو إعادة الحوار والعلاقات التجارية مع الجزائر في أسرع وقت ممكن. وأصر على أن إسبانيا ستبذل قصارى جهدها لتجنب تصعيد الصراع، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه العديد من الأدوات التي يمكنه استخدامها لتصحيح الوضع. والأربعاء، أعلنت الجزائر تعليق معاهدة صداقة مع إسبانيا، في ثاني خطوة دبلوماسية بعد سحب السفير احتجاجا على تغيير مدريد موقفها من نزاع الصحراء. وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان، "التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، الموقعة في 8 أكتوبر 2002". وجاءت الخطوة، بعد ساعات من تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أمام أعضاء البرلمان، جدد فيها التمسك بقرار له في مارس الماضي، بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط في إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو، التي تتلقى الدعم من الجزائر.