، حيث أصيب الملياردير الروسي، رومان أبراموفيتش، وأعضاء من وفد المفاوضات الأوكراني بأعراض تشبه التسمم، عقب اجتماع في العاصمة، كييف، بداية مارس الحالي، وفقا لما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلعة. وعقب الاجتماع في العاصمة الأوكرانية، ذكرت مصادر الصحيفة أن أبراموفيتش، الذي كان يتنقل بين موسكو ولفيف ومواقع أخرى حددت للمفاوضات، وعضوين آخرين رفيعي المستوى في فريق المفاوضات الأوكراني ظهرت عليهم أعراض تضمنت احمرارا في عيونهم وسيلان مؤلم ومستمر في دموعهم وانسلاخ الجلد في وجوههم وأيديهم. وألقى المصابون المسؤولية على المتشددين في موسكو، الذي أرادوا فشل المفاوضات التي تسعى لإنهاء الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي، وفقا لما ذكرته الصحيفة. وقال مصدر مقرب لأبراموفيتش، إنه لم تتضح هوية من استهدف المجموعة. وذكرت الصحيفة عن مصادرها أن أبراموفيتش، والمفاوضين، ومن بينهم المشرع التابع لتتار إقليم القرم، رستم أوميروف، يشعرون بتحسن الآن وأن حياتهم ليست مهددة بالخطر، مؤكدين أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي التقى أبراموفيتش سابقا لم يتأثر. من جهته، نفى متحدث باسم زيلينسكي وجود أي معلومات حول واقعة تسميم مشتبهة. دت المصادر ل "وول ستريت جورنال" أن الخبراء الغربيين الذين اطلعوا على الواقعة قالوا إنه من الصعب الحكم فيما لو كانت الأعراض ناجمة عن عنصر كيماوي أو حيوي أو إن كان هجوما باستخدام الإشعاعات الكهرومغناطيسية. ولم يستجب الكرملين على الفور لطلب الصحيفة بالتعليق. وذكرت "وول ستريت جورنال" أن التحقيق أشرف عليه كريستو غروزيف، الذي قاد أيضا التحقيقات في تسميم الكرملين للمعارض الروسي، إليكسي نافالني، بغاز للأعضاب في عام 2020. وقال غروزيف إنه اطلع على صور وثقت الأعراض خلال المفاوضات الأوكرانية الروسية، موضحا أنه لم يكن من المقدور الحصول على عينة في الوقت المناسب في مدينة لفيف الواقعة غربي أوكرانيا، التي مر المفاوضون عبرها، لأنهم كانوا على عجلة من أمرهم للوصول إلى إسطنبول. وأضاف أنه ومع وصول فريق البحث الجنائي الألماني المتخصص إلى الموقع وبدئه الفحوصات، كان الوقت قد مضى للحصول على عينة لأي سم محتمل، وأكد: "لم يكن المقصود به القتل، لقد كان مجرد تحذير". وفي عام 2018، اتهمت بريطانياروسيا باستخدام غاز للأعصاب على سيرغي سكريبال، وهو ضابط روسي انشق ورحل إلى المملكة المتحدة، بالإضافة إلى ابنته، يوليا، ونجيا في وقت لاحق، وكان الكرملين قد نفى علاقته بالواقعة. يذكر أن أبراموفيتش، الملياردير الروسي ورئيس نادي تشيلسي، أعلن مشاركته في المفاوضات للمساعدة في إنهاء النزاع الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير، وتربطه علاقات طويلة الأمد بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفقا لما ذكرته "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصادرها. وعلى الرغم من الاشتباه في تسممه، قرر أبراموفيتش الاستمرار في محادثات السلام، وفقا لشخص مقرب منه، الذي أوضح أن رئيس نادي تشيلسي سافر الأسبوع الماضي إلى بولندا وأوكرانيا وسافر يوم الإثنين إلى إسطنبول. ويشير الأشخاص الذين رأوه مؤخرا إلى أنه كرس قدرًا كبيرًا من الوقت للوساطة بين الأطراف المتحاربة. يذكر أن والدة السيد أبراموفيتش الراحلة من أوكرانيا. وفشلت المحادثات الأوكرانية الروسية في اكتساب المزيد من الزخم، حيث وصلت الحرب إلى طريق مسدود، إذ توقف الهجوم الروسي على عدد من الجبهات. وفي الوقت ذاته، افتقرت أوكرانيا إلى الموارد اللازمة لشن هجوم مضاد كبير لاستعادة الأراضي المحتلة. ومن المقرر عقد جولة جديدة من المفاوضات يوم الثلاثاء في تركيا، حيث يناقش المفاوضون تسوية سياسية محتملة للحرب والقضايا الإنسانية العاجلة، مثل إجلاء المدنيين من المدن الواقعة تحت القصف وتبادل الأسرى.