خرجت جبهة "البوليساريو" الإنفصالية، بيان عبر وكالتها الرسمية حول قضية فيديو التصريحات التي أدلى بها ما يُسمى لديها ب"وزير الأرض المحتلة والجاليات" مصطفى سيد البشير، وهو الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، بسبب ما كشف عنه البشير من كلام يؤكد حقيقة الوهم الذي تعيشه الجبهة. واعتبرت "البوليساريو" وفق ما كتبته "الصحيفة"، أن "الكلمات والعبارات التي نُسب للوزير تم التلاعب بالكثير منها باستعمال المقص الإلكتروني، وتم تركيبها مجددا لإخراجها عن معانيها ومقاصدها الأصلية"، مشيرة إلى أن نية "خبيثة مبيتة" وراء هذه العملية التي وصفتها ب"الاستخباراتية"، متهمة المغرب بالوقوف ورائها. وبدل أن تقوم الجبهة بتقديم توضيحات كيف تم التلاعب بكلام "الوزير" المعني، وإظهار المقاصد "الحقيقية" لكلامه الذي سُمع بشكل واضح في الفيديو من طرف الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قامت بالهروب إلى الأمام في بيانها وبدأت في الحديث عن "فشل المغرب في عدوانه على الجمهورية الصحراوية وأن المجتمع الدولي لن يعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء"، بالرغم من أن العديد من الدول تعترف بالفعل بسيادة المغرب على صحرائه، وآخرهم الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويبدو أن "الترقيع" الذي حاولت الجبهة أن تقوم به للتصريحات التي صدرت عن مصطفى سيد البشير في الفيديو الذي عرّى حقيقتها، لم ينجح، ولم تستطع إثبات أي تلاعب في الفيديو، لكون أن تصريح البشير كان عبر تقنية البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يصعب معه أن يكون هناك أي تعديل أو تلاعب في الفيديو. كما أن محاولة "البوليساريو" وفق "الصحيفة" دائما، لإعطاء الانطباع بأن مصطفى السيد البشير قصد شيئا آخر بكلامه، لم تنجح بدورها، حيث أن كلامه كان واضحا ودقيقا في توصيف "حقيقة" جبهة "البوليساريو" إذ اعتبر أعضائها والمنتمين لها "مجرد لاجئين يعيشون على المساعدات والتسول لدى الجزائر". ومما جاء في كلام البشير حسب الفيديو قوله "يجب ألا نخطئ، هذه حكومة في المنفى لاجئة لدى الجزائر، ولد السالك، وزير الخارجية يوجد في الجزائر، ووزيرنا الأول بشرايا بيون كذلك"، وتابع "تطلقون علي صفة وزير للأراضي المحتلة، أنا أيضا لاجئ ولست وزيرا، فقط سأكذب على نفسي لو قلت ذلك، علينا أن نكون واقعيين ولا نغتر". كما أضاف مصطفى السيد البشير في حديثه أمام عدد من أعضاء الجبهة في فرنسا، بأن الألقاب التي تُطلق على زعماء الجبهة وعلى رأسهم "رئيس الجمهورية" إبراهيم غالي مجرد ألقاب حيث قال في هذا السياق، "إبراهيم غالي أيضا لاجئ وليس رئيس جمهورية، لدى وكالة غوث اللائجين سنجده مسجلا باسم غالي سيد المصطفى كلاجئ يأخذ التموين". كما تحدث البشير عن الأوضاع المزرية في مخيمات تندوف بعد مرور 4 عقود على الوهم الذي تعيشه جبهة "البوليساريو" حيث قال"نحن نتسول من الجزائريين وأفرطنا في هذا التسول الذي امتد لزمن طويل… منذ 46 أو 47 سنة ونحن عند الجزائريين، نطلب منهم العلاج للمرضى والتدريب والسلاح والوقود والغاز والمياه". واعتبر الكثير من المتتبعين أن ما قاله مصطفى السيد البشير، لم يجانب الصواب، بل هي الحقيقة الساطعة بالرغم من الوهم الذي تروج له الجبهة الإنفصالية بأن لديها جمهورية ولديها رئيس، في حين أن الواقع يؤكد على أن الجبهة وممن يؤمنون بأوهامها مجرد لاجئين في الأراضي الجزائرية. وبدأت العديد من البلدان في العالم، ترى في مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، هي أفضل حل لهذا النزاع، لما تتضمن من حفظ لكرامة الصحراويين، وخاصة أولئك المحتجزين في تندوف.