تخبرنا الأدبيات السوسيولوجية، أن القضاء ينمو ويزهر ويصبح حصنا منيعا لحماية الحقوق عندما يكون وراءه قضاة وطنيون مستقيمون نزهاء ومتشبعون بقيم الحق والصدق والخير. يصدق مثل هذا القول على العديد من القضاة، الذين وسموا القضاء المغربي بميسم خاص، نذكر من بينهم، الأستاذ عبد الرحيم الزيدي، الذي تم تعيينه للقيام بمهام الوكيل العام للملك باستئنافية بني ملال، بعدما كان وكيلا بابتدائية مدينة سلا. الأستاذ عبد الرحيم الزيدي وهي ترقية لها ما يكفي من الدلالات ما يجعلنا نقتنع أن المجلس الأعلى للقضاء، بقيادة السيد عبدو النبوي، لا يلعب ولا يدبر الخريطة القضائية بالمزاجية والمحاباة، وإنما بالحكامة الجيدة والتدبير المعقلن وبعد النظر ومكافأة من يستحق ومعاقبة من يستحق كذلك. لذلك لم تكن ترقية الأستاذ عبد الرحيم الزيدي إلى وكيل عام باستئنافية بني ملال مفاجئة لنا، نظرا للسمعة الطيبة التي انهمك في بنائها عبر مساره المهني الطويل، أولا كقاض وثانيا كوكيل لجلالة الملك بابتدائية مدينة سيدي قاسم ثم بابتدائية مدينة سلا، فالرجل ومنذ تعيينه كوكيل لجلالة الملك بمدينة سيدي قاسم بدا متشبعا بالمفهوم الجديد للنيابة العامة، والذي يقوم على مهج سياسة القرب والانفتاح والتواصل والتواضع واللجوء إلى الاعتقال الاحتياطي كحل نهائي، والاستقلالية في اتخاذ القرار حماية لحقوق المتقاضين وجعلهم يثقون في القضاء ويعتبرونه حصنا منيعا لكل ذي حق مهضوم أو مظلوم، إضافة إلى كفاءته وصرامته ونزاهته، التي أبان عنها في تدبيره للعديد من الملفات الكبرى بابتدائية سلا والتي جعلته يحظى باحترام وتقدير رجال الدفاع على اختلاف مشاربهم وأطيافهم الأيديولوجية. الأستاذ عبد الرحيم الزيدي يغادر ابتدائية سلا إلى استئنافية بني ملال مخلفا وراءه سنوات من العطاء والجد والاجتهاد والاستقامة والسمعة الطيبة..، وهي صفات جعلت العديد ممن اشتغلوا معه من موظفين ومحامين يتحسرون على انتقاله، متمنين له النجاح والتوفيق والسداد في مهمته الجديدةبابني ملال.