بعد أيام من التوتر، الذي تعيشه زيمبابوي، واتجاه الجيش تدريجيا نحو الانقلاب على الرئيس، روبرت موغابي، خرج ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ليعلن الموقف الرسمي للمغرب من هذا الاتجاه نحو الانقلاب على رجل، عُرف بعدائه للمغرب. وأعلن بوريطة، في حوار أجراه، أمس السبت، مع التلفزة الرسمية الصينية "CGTN"، ليقول إن "المغرب يدعم الحل، الذي يأخذ بعين الاعتبار تطلع المواطنين نحو التنمية". وحمل بوريطة، خلال الحوار ذاته، نظام الحكم في الزيمبابوي، مسؤولية الأزمة الكبيرة، التي تضرب البلاد، منذ سنوات، والتي عصفت بالقدرة الشرائية للمواطنين الزيمبابويين، مستحضرا، صور الزيمبابويين محملين بأكياس من الملايير من العملة المحلية، فقط لشراء مواد غذائية. وعلى الرغم من تمسك المغرب بمبدئه الراسخ في "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، إلا أن بوريطة قال إن المملكة "تدعم عملية انتقال سلمي تأخذ في الاعتبار تطلعات المواطنين"، ما يعني وقوف المغرب إلى جانب المطالب المشروعة للشارع والأحزاب السياسية، كما أنه يمد يده إلى الرجل، الذي من المنتظر أن يقود البلاد خلال الفترة الانتقالية المقبلة. وتزامنت تصريحات بوريطة مع مظاهرات حاشدة بدأت سلمية في العاصمة الزيمبابوية، تتويجا لأسبوع شهد أزمة سياسية غير مسبوقة في البلاد، حيث نزل آلاف الزيمبابويين إلى شوارع هراري، للمطالبة باستقالة الرئيس روبرت موغابي، وهي المظاهرات، التي حصلت على دعم الجيش، الذي سيطر على البلاد هذا الأسبوع. وتريث المغرب في إعلانه عن موقفه من الأزمة في الزيمبابوي، إلى أن أصبح روبرت موغابي، أكبر رئيس دولة سنا في العالم، يعاني مزيدا من العزلة، وقد تخلى عنه أقرب حلفائه، فبعد الجيش، والرفاق القدامى، تخلت عنه، مساء أول أمس الجمعة، الفروع المحلية للحزب الرئاسي، وطالبت باستقالته. ويشكل تدخل الجيش الزيمبابوي، خلال الأسبوع الجاري، منعطفا في فترة حكم موغابي الطويلة، التي تميزت بقمع كل معارضة، وأزمة اقتصادية حادة، حيث يعاني حوالي 90 في المائة من الشعب من البطالة.