رفض رئيس زيمبابوي روبرت موغابي بشكل قاطع الخميس التخلي عن السلطة التي يمارسها بلا منازع منذ 37 عاما، وذلك خلال لقاء مع العسكريين الذين سيطروا على العاصمة هراري. وقال مصدر قريب من العسكريين لوكالة فرانس برس "التقوا اليوم (الخميس) ورفض الاستقالة". واضاف "اعتقد انه يحاول كسب الوقت". وظهر الرئيس في صور للقاء يرتدي قميصا ازرق وبنطالا رماديا ويجلس الى جانب رئيس الاركان الجنرال كونستانتينو شيوينغا. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية ان رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ارسل موفدين اثنين حضرا الاجتماع ايضا، لكنه لم يكشف اي تفاصيل عن المناقشات. وكان الجيش تدخل بعد ايام من اقصاء نائب الرئيس ايمرسون منانغاغوا الاسبوع الماضي. وكان نائب الرئيس يعارض بشدة تولي زوجة الرئيس غريس موغابي الحكم خلفا لزوجها. وكان منانغوا يبدو المرشح الاوفر حظا لخلافة موغابي الذي يعاني من مشاكل صحية. وانتشر عسكريون ودبابات منذ الاربعاء حول عدد من النقاط الاستراتيجية في العاصمة. قبيل ذلك الاعلان عن رفض موغابي الاستقالة، دعا زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تشانجيراي الخميس خصمه التاريخي الى التنحي. وقال في مؤتمر صحافي ان "روبرت موغابي يجب ان يستقيل لمصلحة شعب زيمبابوي". ودعا تشانجيراي الى تطبيق "آلية انتقالية" لاجراء انتخابات حرة، لكنه اوضح انه لم يتصل بالعسكريين ليبحث ذلك واكدت نائبة الرئيس السابقة جويس موجورو التي ازيحت هي ايضا في 2014 بامر من غريس موغابي "لا شك في اننا نحتاج الى اتفاق انتقالي يعالج الانتعاش الاقتصادي والاصلاح الانتخابي". ولا يعرف معظم المواطنين في زيمبابوي رئيسا غير موغابي الذي تصدر الحياة العامة منذ أن وصل للحكم في العام 1980 مع حصول البلاد على استقلالها من بريطانيا. ويرى محللون ان العسكريين مصممون على الخروج من الازمة بسرعة. قال الخبير في مركز شاتام هاوس للدراسات نوكس شيتيو لفرانس برس "انهم يريدون ان يوقع موغابي استقالته في اسرع وقت". واضاف "بعد ذلك يريدون رئيسا انتقاليا سيكون على الارجح منانغاوا". وتتابع العواصم الاجنبية عن كثب التطورات في زيمبابوي وتشعر بالقلق من تدخل الجيش. وقال الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي الفا كوندي "لن نقبل ابدا بانقلاب عسكري". واضاف امام الصحافيين في باريس "نطالب باحترام الدستور والعودة الى النظام الدستوري". من المقرر أن يلتقي قادة مجموعة التنمية لافريقيا الجنوبية، التي يرأسها حاليا حليف موغابي رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، الخميس في بوتسوانا لمناقشة الوضع المقلق. وتجاهل سكان هراري بشكل كبير التواجد العسكري في الشوارع وواصلوا تسوقهم وأعمالهم وتنقلاتهم اليومية كالمعتاد، فيما أشار محللون الى ان موغابي قد يكون يتفاوض مع الجيش من أجل إقامة مرحلة انتقالية. ويأمل الكثير من السكان أن تمثل الأزمة بداية لمستقبل أكثر ازدهارا. وقال تافادزوا ماسانغو (30 عاما) العاطل عن العمل لوكالة فرانس برس "وضعنا الاقتصادي يتراجع كل يوم. لا عمل ولا وظائف"، مضيفا "نأمل بزيمبابوي أفضل بعد عهد موغابي. نشعر بسعادة عارمة. حان وقت رحيله". من جهتها، لا تزال صحيفة هيرالد الحكومية الخميس موالية لموغابي لكنها تدعم ايضا تدخل الجيش. وقالت في افتتاحية ان "الجيش لا يتدخل بسهولة في القضايا السياسية المدنية. لكن هذا الاسبوع خرق هذه القواعد القديمة".