اعتبر المندوب العام لادارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، خلال حلوله بلجنة العدل والشتريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب اليوم، أن بعض المؤسسات السجنية أصبحت "شوهة"، تشوه صورة المغرب، مشيرا إلى أن الاكتظاظ سبب كل المصائب داخل المؤسسات السجنية، ويؤثر على التعليم والتكوين والصحة داخلها. التامك اشتكى من الاكتظاظ الكبير الذي أصبح يخنق المؤسسات السجنية، معتبرا أن الشكايات الكثيرة المقدمة ضد المندوبية على خلفية ترحيل سجناء ومعتقلين إلى سجون بعيد عن مكان إقامة أهاليهم من بين أسبابها الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه بعض المؤسسات السجنية. ونبه المتحدث إلى أن اللجنة الفرعية الأممية لمنع التعذيب التي زارت سجونا مغربية، اكتشفت أن سجن سلا يعاني من اكتظاظ رهيب، لدرجة أن إحدى الزنازين مساحتها 20 مترا، يقطن بها 140 نزيلا، وهي وضعية تسيء إلى صورة البلاد. وليس سجن سلا وحده الذي يتسم بصفة "الشوهة"، بل سجون أخرى كثيرة في المغرب، أبرزها سجن فاس والدار البيضاء ومكناس وطنجة والقنيطرة وتطوان والناضور والعرائش، وغيرهم. وقال التامك، مازحا:" واقيلا خصني نطلب من جميع مدراء المؤسسات السجنية بعدم استقبال أي معتقل أو سجين إلى حين توفير الإمكانيات لبناء المؤسسات السجنية بما فيه الكفاية وحينها النيابة العامة تبحث أين تضع السجناء والمعتقلين". من جهة ثانية، اشتكى المندوب العام لادارة السجون وإعادة الإدماج من غياب الموضوعية في التعاطي مع مندوبيته، سواء من قبل البرلمان أو قبل الإعلام، وقال:"المصيبة اللي فيها حنا هي أن المؤسسة السجنية تجلي لفشل جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والاسرة والمدرسة، مشيرا إلى أن "المؤسسات السجنية تستقبل كل من فشل فيه المجتمع ثم تأتون وتطالبوننا بالنجاح فينا فشل فيه المجتمع". من جهة أخرى، كشف التامك أن المندوبية أجرت إحصاء على عينة من المسنين الذين خرجوا من السجن بسبب قضاء عقوبتهم الحبسية أو في إطار العفو، واكتشفت أن 80 في المائة منهم عادوا للسجن في ظرف لم يتجاوز ستة أشهر. وحسب إفادات المندوب العام للبرلمانيين بلجنة العدل والتشريع وحقوق الانسان، في سياق مناقشة الميزانيات القطاعية الحكومية، فإن المندوبية صدمت من حجم حالات العود في صفوف المسنين، بالأحرى في صفوف الشباب.