عمق تقديم محمد جبرون، الأستاذ الباحث في التاريخ وقضايا الفكر السياسي، والعضو في حزب العدالة والتنمية، وأحد أشرس معارضي أمينه العام، عبد الإله بن كيران، تباين وجهات النظر بين قيادات الحزب في تعاطيهم مع حادث الاستقالة، وأخرج تياري "الاستوزار"، و"الولاية الثالثة" للمواجهة من جديد. نزهة الوافي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن، المكلفة بالتنمية المستدامة، وعضو الأمانة العامة للحزب، اختارت، انسجاما مع موقفها الرافض للتمديد لابن كيران لولاية ثالثة، الاصطفاف في خندق المدافعين عن جبرون، والمتأسفين على مغادرته للحزب. وكتبت الوافي في تدوينة في حسابها في فايسبوك "أزمة العدالة والتنمية لا تكمن فقط في اختلافنا حول قراءة جماعية للمرحلة، ولكنها ازاحت الستار عن فقر شديد في تملك أدوات الممارسة الديمقراطية، التي تستوجب احترام الرأي الآخر، مهما كان مرا، ومختلفا"، وهو ما جر على الوافي سيلا من الانتقادات. ووجه حسن حمورو، العضو في المجلس الوطني، اتهامات إلى الوافي بالدفاع عن جبرون في تحميله لابن كيران المسؤولية السياسية في فشل مشروع "الحسيمة منارة المتوسط، وقال لها: "هذا ليس رأيا… هذه وشاية وتحريض… راك بهاد الموقف ا السيدة الوزيرة تستدركين على قرارات جلالة الملك بخصوص تعثر مشاريع منارة المتوسط.. وتلمحين إلى كونها لم تكن قرارات صائبة لأنها استثنت رئيس الحكومة السابق لي هو الأمين العام ديالنا"، فيما تشبثت الوافي بالقول إن ما عبر عنه جبرون في هجوماته المتكررة على بن كيران، رأي كان يفترض أن يقابل بالاحترام الواجب لمختلف الآراء. آمنة ماء العينين، القيادية في الحزب، والتي رفض وزراء حزبها من قبل تمكينها من دخول الأمانة العامة، خرجت بتدوينة طويلة على حسابها في فايسبوك، قالت فيها إن ما عبر عنه جبرون، أخيرا، من أفكار، تتجاوز حدود الاختلاف في وجهات النظر داخل التنظيم الواحد، إلى الاختلاف الكلي عن أطروحة الحزب، التي تبناها المؤتمر الأخير. وأضافت ماء العينين أن اتهام جبرون لابن كيران بالمسؤولية السياسية عن اختلالات مشروع "الحسيمة منارة المتوسط"، يجعل بقاءه في الحزب أمرا مفارقاتيا بالنسبة إليه، خصوصا أن بلاغ الديوان الملكي، وقبله مذكرة جطو لم يشرا إلى ذلك. وأضافت ماء العينين أن جبرون تحصلت لديه القناعة بأنه لم يعد يصلح للحزب، وهذا الأخير لم يعد يصلح له، معتبرة أن هذا الأمر كاف لاحترام استقالته، التي عبر عن كونها كانت مؤجلة بما أملته عليه مروءته، وحتى لا يتهم بالجبن، خصوصا في الظروف التي يمر منها الحزب. يذكر أن محمد جبرون وجه استقالته، أمس الاثنين، إلى محمد خيي، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية في مدينة طنجة، بعدما جر عليه مروره في برنامج تلفزي، نهاية الأسبوع الماضي، سيلا من انتقادات أبناء حزبه، الذين اتهمهم في نص استقالته بالسقوط الأخلاقي الفظيع، وشذوذهم عن منهجه، وكيلهم التهم لشخصيه، وطعنهم في عرضيه، دون أن يكلف أحد من قيادات الحزب نفسه لاستنكار هذه الهجومات المتكررة، التي تنال منه، وقال إنها استهدافات أصبحت تؤثر في محيطه العائلي.