كشفت شكايات توصلت بها مؤخرا ولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة، بخصوص مقالع صخرية تهدد فرشة مائية تتوفر على مخزون كبير جدا، يزود ساكنة عمالة طنجةأصيلة، بالماء الصالح للشرب، عن شبهة تورط رؤساء جماعات قروية في التستر على أنشطة سرية لاستغلال مقالع تستخرج منها "التوفنة الصفراء"، التي تستعمل في تهيئة الطرق. وقالت مصادر مطلعة ل "اليوم 24″، إن مصالح ولاية جهة طنجة توصلت بحقائق خطيرة، تفيد بأن بعض المستشارين الجماعيين يملكون مقالع في منطقة "الدعيدعات" التابعة للجماعة القروية "حجر النحل"، وذلك خارج كل الضوابط القانونية المنظمة، بالرغم من وجود مقرر عاملي صادر عن والي الجهة السابق، بوقف منح تراخيص وزارة التجهيز للخواص قصد الاستغلال المؤقت للمقالع الطبيعية منذ سنة 2007. وأضافت مصادرنا، أنه على إثر ذلك القرار، توقفت أنشطة جميع المقالع الصخرية والرملية، غير أنه في السنوات الأخيرة عاد نشاط أحد المقالع بشكل سري، تعود ملكيته لمستشار جماعي بجماعة "حجر النحل"، موضحة أنه مع حلول ظلام الليل تتحرك آلياته لاستخراج الموارد الصخرية من صنف "التوفنة الصفراء"، ويبيعها في سوق العرض ب 70 درهما للمتر المربع، دون أن يؤدي أية مستحقات لصندوق الجماعة القروية، من عائدات المقلع التي تقدر بالملايير. غير أن الحقائق المثيرة التي توصل بها مسؤولون في ولاية جهة طنجة، وفق مصادر الموقع، تتمثل في أن صاحب المقلع السري يزود مشاريع تندرج ضمن برنامج "طنجة الكبرى"، منها ملاعب رياضية للقرب توجد بمنطقة "الزياتن"، والطريق الإقليمية رقم 4602، وشوارع حديثة في عاصمة البوغاز. وأوضحت مصادرنا أن نشاط المقلع الصخري وصل في الحفر، إلى منطقة "شرف العقب"، والتي يوجد بها سد باطني غني بالموارد المائية، تقدر سعته بأزيد من 5 مليون متر مكعب، مشيرة إلى أن لجنة إقليمية مختلطة تضم مصالح الولاية، والأشغال العمومية، والمياه والغابات، وقفت خلال زيارة قامت بها مؤخرا على التجاوزات البيئية والقانونية المذكورة. وهنا، تساءلت المصادر نفسها، عن تأخر تحرك السلطات المختصة، لوقف نشاط المقلع الصخري المشار إليه، وذلك بالرغم من تحرير محاضر بشأن الاستغلال العشوائي؟ كما تساءلت عن عدم اتخاذ أية تدابير وإجراءات ضد صاحب الاستغلال، رغم تهربه الضريبي لدى قسم الجبايات المحلية؟ مما يطرح شبهة تواطئ محتملة بين عدة جهات، تقول مصادرنا.