في مؤشر على عمق الأزمة بين عبد الإله بنكيران وتيار الاستوزار، قاطع مصطفى الرميد، وزير الدولة في حقوق الإنسان، لقاء الأمانة العامة المنعقد مساء اليوم بمقر الحزب بحي الليمون بالرباط برئاسة الأمين العام. الرميد فضل التغيب عن اجتماع الأمانة العامة بالتزامن مع توجيهه انتقادات حادة إلى بنكيران، عبر تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، ما يؤشر على أن حبل الود قد انقطع بين الرجلين. إلى ذلك، ربطت مصادر من الأمانة العامة، بين الخروج المفاجئ للرميد لمهاجمة الأمين العام للحزب وقبله عبد العزيز رباح، من خلال حوار صحافي منشور اليوم، وبين وجود تنسيق بين تيار الوزارء في الحزب لمهاجمته، متوقعة أن تشهد الأيام القادمة خروج باقي رموز التيار لتصفية حساباتهم معه. من جهة أخرى، عبر عدد من أعضاء الحزب، في حديث مع موقع "اليوم 24″، عن استهجانهم الشديد لخرجة الرميد التي وصفوها بغير المحسوبة، و"غيرالموفقة بحسب الكثير منهم بمن فيهم بعض القيادات البارزة، فيما اعتبر البعض أن هذه التصريحات هي بمثابة إعلان صريح من قبل تيار الوزارء للحرب على بنكيران، لا سيما بعد الإشارات التي وردت في تقرير المجلس الأعلى للحسابات بشأن تحمله لمسؤولية الاختلالات المسجلة في برنامج الحسيمة منارة المتوسط. غضب "إخوان" بنكيران من مهاجمة الرميد للأمين العام بدا لافتا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر حسن حمورو، عضو المجلس الوطني ل"البيجيدي"، في تدوينة له، أنه "في الوقت الذي أعطى فيه حزب التقدم والاشتراكية درسا سياسيا في التماسك الداخلي بين قياداته، ونصرة أمينهم العام أساسا في احترام كبير لثوابت الوطن… يأبى الأخوان مصطفى الرميد وعزيز رباح الا أن يهاجما الأخ الأمين العام مجانا وفي الزمن نفسه وتزامنا مع انتقال "التحكم" الى مستوى آخر من محاولاته لعزل الحزب وعزل بنكيران تحديدا". وأضاف:" أعتقد أن "تقييم" الأخ الأمين تم أمام الملأ على أرض الواقع في ثلاث محطات انتخابية متتالية، وقد نجح في "الامتحان" واعتلى قلوب الناس… لذلك لن تنفع صفحات الجرائد ولا جدران الفيسبوك في النيل منه … على الرغم من أنها قد تكون مناسبة لتسليم اوراق الاعتماد للتحكم رسميا وعلنيا".