بحضور عشرات الأشخاص يتقدمهم ماريو لاندريشينا، عمدة بلدية كومو الواقعة شمال إيطاليا، جرت زوال اليوم مراسيم توديع الأطفال المغاربة الأربعة: صوفية، صورية، صحر وسيف (3 و 5 و 7 و 11 سنة) في جنازة مهيبة شهدتها كنيسة "فيالي فاريزي"، بوسط المدينة. وتولت طائفة مسيحية تدعى "الطائفة الانجيلية الخمسينية evangelica pentecostale"، إقامة الجنازة على روح الأطفال المغاربة الذين قضوا في الحادث المأساوي الذي شهدته مدينة كومو. وأعلن أحد القساوسة بكنيسة المدينة، إن الأم وأبناؤها كانوا يحضرون الصلوات والقداس بشكل دوري. و عند إخراج نعوش الأطفال الأربعة من الكنيسة لنقلهم إلى مثواهم الأخير، أذرف عشرات الأشخاص الدموع متأثرين بالنهاية المأساوية للصغار المغاربة. واهتزت مدينة كومو، صباح الجمعة الماضي، على وقع حادثة إقدام الأب فيصل هيطوط، على إضرام النار في بيته للإجهاز على نفسه وعلى أبنائه الأربعة، بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي كان يعاني منها، بعد فقدانه عمله للتفرغ لرعاية أبنائه الذين سلمته المحكمة حضانتهم. ويأتي إشراف الكنيسة على جنازة المغاربة التي تكفلت بلدية كومو بأداء مصاريفها، على بعد أيام قليلة على إعلان قنصل المغرب بمدينة ميلانو عزمه على تتبع سير التحقيقات القضائية، والإشراف على نقل الأطفال ووالدهم إلى المغرب. ورغم حديث بعض وسائل الاعلام الإيطالية عن كون الأب بدوره، كان قد اعتنق المسيحية ويتردد على كنيسة مونتي أوليمبينو بوسط كومو، إلا أنه لم يتم تشييع جثمانه اليوم.