بعد التردد لعدة أيام، أعلنت بلدية كومو بإيطاليا، أنها ستنكس الأعلام في كل الإدارات العمومية تضامناً مع مهاجرة فقدت أبنائها الأربعة ( 3 و 5 و 7 و 11 سنة) في حادث مؤلم شهدته المدينة قبل أيام. وكشفت بلدية كومو في بلاغ لها، أن السلطات البلدية ترى أن من "الضروري والواجب أن تعبر عن الإحساس الجماعي الذي خلفه الحادث الدرامي الذي شهده شارع سان فيرمو، لذلك قرر عمدة المدينة ماريو لاندريشينا، نيابة عن إدارة البلدية، تنكيس الأعلام الوطنية (..)، كسلوك تضامني لدعم أم الأطفال الأربعة الذين توفوا في تلك الظروف". وسيتزامن تنكيس الأعلام مع يوم إقامة جنازة الأطفال الأربعة رفقة والدهم الذي قضى بدوره في الحادث، وسيكون هذا اليوم بمثابة يوم حداد على صعيد تراب بلدية كومو. وتسير أحزاب يمينية بلدية كومو، ويتكون مجلسها من أغلبية يشكلها، من بين أحزاب أخرى، حزب "إلى الأمام إيطاليا" وحزب "لاليغا" المناهض للأجانب. وكان أطفال من مدارس مختلفة بمدينة كومو، كان يدرس بها الأطفال المتوفون، قد كتبوا رسائل مؤثرة يودعون فيها رفاقهم الصغار. ووضع الأطفال الرسائل مرفوقة بأكاليل من الورود عند مدخل بيت العائلة المغربية الذي شهد الحادث المؤلم الذي هز، ليس مدينة كومو فحسب، بل كل إيطاليا. وشهدت مدينة كومو، صباح الجمعة الماضي، وفاة خمسة أشخاص من عائلة مغربية، بعد أن قام الأب (فيصل هيطوط 50 سنة) بإضرام النار في بيته وأحرق معه أبناءه الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 11 سنة. ويحقق القضاء الإيطالي في الحادث لمعرفة كافة تفاصيله، وكشفت عدة مصادر أن سبب إقدام المغربي على الإجهاز على نفسه وعلى أرواح أطفاله الأربعة يعود إلى كونه أحس بأن محكمة القاصرين ستنزع منه حضانة أبنائه، لأنه كان يعيش أوضاعاً اجتماعية جد صعبة بعد أن فقد عمله للتفرغ لرعاية أبنائه. ولم تكن والدة الأطفال الذين قضوا في "محرقة" والدهم، حاضرة بالبيت لحظة وقوع الحادث لأنها كانت تخضع للعلاج من الاكتئاب ومن أمراض نفسية، وكانت في مؤسسة للرعاية الاجتماعية. وعند وقوع الحادث، تلقت زيارة من عمدة بلدية كومو، الذي أعلن أنه سيقف معها في محنتها.