مع تأكيد النيابة العامة بمدينة كومو أن المهاجر المغربي فيصل هيطوط، 49 سنة، تعمد إضرام النار في بيته مما أدى إلى وفاته ووفاة أبنائه الأربعة الذين كانوا ينامون معه في نفس السرير، بدأت العديد من التساؤلات تطرح نفسها وسط الرأي العام المحلي حول المسؤولية فيما حدث وفيما إذا كان بالإمكان تفادي ما وقع للأسرة المغربية بعدما أصبح من شبه المؤكد أن المهاجر المغربي دق مجموعة من الأبواب لمساعدته إلا انها ظلت موصدة أمامه. صحيفة "لابروفينشا دي كومو" المحلية كشفت أن المهاجر المغربي قام بمراسلتها في 16 شتنبر الماضي بواسطة رسالة مكتوبة يستعرض فيها مشاكله مع المصالح الإجتماعية ببلدية كومو التي رفضت مساعدته، حسب تعبيره، باعتبار أنها تقوم بأداء ثمن كراء البيت الذي يقطنه. وحسب ذات الصحيفة فإن المهاجر المغربي خلال اتصالها به كشف أنه وجد نفسه فجأة في خضم المشاكل بعدما عهدت إليه المحكمة حضانة أبنائه بعدما كشفت الفحوصات الطبية عجز زوجته القيام بذلك نظرا لدخولها في حالة اكتئاب حادة استدعت إخضاعها للعلاج منذ مطلع السنة الجارية لدى إحدى الهيئات المختصة. وأوضح المهاجر المغربي في اتصاله مع ذات الصحيفة أنه يعيش بإيطاليا منذ 13 سنة، 7 سنوات قضاها في مدينة كومو، وأنه بعد تأزم وضعيته الإجتماعية بعد المشاكل الصحية لزوجته قرر عدم إرسال أبنائه إلى المدرسة لأنه لا يستطيع شراء الادوات الضرورية، وأنه قام بإشعار مصالح الكربنييري بذلك حتى لا يتم متابعته بتهمة الإهمال، آملا في أن يجد من يساعده حتى يستطيع أبناءه الإلتحاق بفصول المدرسة. وكان جيران الأسرة المغربية بدورهم قد أثاروا الإهمال الذي لقيه الأب المغربي من قبل المصالح الإجتماعية لبلدية كومو، فبالرغم أن قاضي القاصرين عهد إليه حضانة أبنائه الأربعة وهو ما جعله عاجزا عن مواصلة العمل، إلا أن مسؤولي البلدية "عوض ان يبادروا إلى مساعدته أشهروا في وجهه ورقة نزع حضانة أبنائه"، حسب شهادة أحد جيران الأسرة المغربية. وفي تصريح للمسؤولة عن الشؤون الإجتماعية ببلدية كومو "اليسّاندرا لوكاتيلي" للتلفزيون الرسمي "راي" أكدت أن مصالحها قامت بكل من كان بوسعها حيث كانت تتولى دفع أجر الكراء وكذا الفواتير الشهرية، مؤكدة فعلا أنه كان سيتم مباشرة الإجراءات لتسليم الأطفال لهيئة مختصة حتى "يتم ضمان حقوقهم الأساسية" بعدما رفض الأب إرسالهم إلى المدرسة، ورفض الإستجابة لجميع الإستدعاءات التي وجهت إليه في الفترة الاخيرة، بحسب تعبير المسؤولة ببلدية كومو. هذا وكانت مدينة كومو قد استيقضت أول أمس الجمعة، على خبر الحادث المأساوي الذي تسبب في وفاة المهاجر المغربي فيصل هيطوط وأبنائه الأربعة، سيف (11 سنة) صوفيا (7 سنوات) صوريا (5 سنة) و سفيريا (3 سنوات) والذين ماتوا تباعا في المستشفى نتيجة الإختناق جراء الحريق الذي قام بإشعاله والدهم في أثاث البيت وبعض اوراق الجرائد بحسب المعاينة الاولية التي قام بها المحققون لمكان الحادث.