شهدت جنازة محمد آجار، المعروف بسعيد بونعيلات، أحد أبرز مؤسسي الحركة اتحادية، ورئيس المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الأربعاء بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، مشاحنات بين أسرة الفقيد، وأصدقائه في جيش التحرير من جهة، ومصطفى الكتيري، مندوب قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أعادت إلى السطح الصراعات القديمة، حول تفاصيل إعادة كتابة التاريخ. وبدأت المشاحنات باعتراض الحاضرين للجنازة، عن معطيات ذكرها مصطفى الكتيري، مندوب المقاومين وأعضاء جيش التحريرفي كلمته التأبينية، حيث اعتبرت عائلة الفقيد ورفاقه أنه كان من العيب ذكرها، مثل تركيزه على التوشيحات الملكية والتكريمات من طرف المندوبية، ما أثار امتعاض ذوي الفقيد. وتدخلت عائلة بونعيلات مرة ثانية، خلال الكلمات التي رافقت دفنه، بعد أن أخذ الكلمة رفيق الفقيد في النضال، بن سعيد آيت يدر، واستفاض في استعراض ما تعرض له الفقيد من تعذيب في عهد الحسن الثاني، ما اضطر الأهل للتدخل، مرة ثانية، من أجل الدعاء للفقيد ووقف السجال بين ممثلي المندوبية ورفاق الفقيد. إلى ذلك، عرفت جنازة الراحل مشاركة عدد من الشخصيات الحقوقية والسياسية والمنتمية إلى أسرة المقاومة في مقدمتها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، وسعيد آيت إيدر، أحد قادة جيش التحرير، وأحد رموز اليسار المغربي، ومحمد اليازعي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى جانب إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، والمحامي خالد السفياني، وعمدة أكادير الأسبق، الاتحادي طارق القباج. وكان الراحل قد ازداد سنة 1920 بقرية أمانوز بتافراوت، وانتقلت عائلته إلى مدينة الدارالبيضاء، ليصطف، رغم صغر سنه، في صفوف حزب الاستقلال. وعقب تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، عين مسؤولا عن التنظيم الحزبي بكريان سنطرال حيث تعرف على قادة الحزب بالدارالبيضاء منهم محمد الزرقطوني وعبد الرحمان يوسفي وبوشتى الجامعي وبناصر حركات ومحمد منصور. نشاطه امتد إلى مدن عديدة خارج مدينة الدارالبيضاء، حيث كانت أسفاره مناسبة لاستقطاب المناضلين الجدد لصفوف الحزب ونشر توجيهات وتعليمات القيادة الحزبية وتوزيع صور السلطان سيدي محمد بن يوسف. وفي مارس 1973، عين عضوا بالمجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وانتخب ضمن أعضاء مكتبه ولجنته الدائمة. كما تولى الفقيد رئاسة المجلس وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى أن وافاه الأجل المحتوم حيث كان نعم المدافع عن المقاومين وأراملهم وأبنائهم.