مع تزايد مخاوف الدول الأوروبية من انتشار الفكر المتطرف بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها العديد من الدول، آخرها عملية الدهس بمدينة برشلونة، تعمل الدول الأوروبية، بشراكة مع المغرب، على بلورة استراتيجية جديدة لمحاربة الفكر «الداعشي»، حيث أكد عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن هناك مخططا جديدا لتكوين الأئمة في الدول الغربية على المذهب المالكي، من خلال عدد من الأئمة المغاربة الذين سيتولون هذه المهمة. الخيام، في حديثه مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، كشف أن ما حدث في إسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية جعل المغرب يغير استراتيجيته حتى بالنسبة إلى من ولدوا في الغرب من أصول مغربية. الخيام اعتبر أن سياسة المغرب في مراقبة الخطب نجحت في الحفاظ على الإسلام المعتدل في المملكة، وهو النموذج الذي عرضه على الدول الأوروبية، قائلا: «هنا في المغرب لدينا مجلس علماء دين يضطلع بمهمة الإشراف على الخطب وتوحيد الفتاوى، فمن غير الممكن لأي إمام كان أن يخطب خطبته دون أن يتفحصها المجلس أولا، للتأكد من مطابقتها لمفاهيم الإسلام السمحة وعدم تشددها، وهو الأمر الذي يجب أن تعمد الدول الأوروبية إلى تطبيقه». بيد أن خالد حاجي، رئيس مجلس أوروبا للعلماء المغاربة، يقول إن استراتيجية نشر المذهب المالكي في أوروبا تحتاج إلى وقت كبير، ومرونة في التفاعل مع الفاعلين الآخرين في الحقل الديني في أوروبا. حاجي في حديثه ل«أخبار اليوم» قال إنه ليست هناك مساجد تابعة للمغرب في أوروبا، وإن تأطير وتوجيه الأئمة سيكون صعبا وقد يكون مستحيلا، ذلك أن تأسيس الجوامع يستند إلى قانون الجمعيات، ويتم التعامل مع المسجد على أساس كونه جمعية مدنية لا يمكن أن تفرض على مسيريها الخطب والتوجيهات».