بدأت تداعيات حملة الاعتقالات والقمع التي قامت بها الأجهزة الأمنية في الشهور الأخيرة، من أجل احتواء أزمة الريف التي اندلعت في أكتوبر الماضي مع طحن محسن فكري، بائع السمك، في حاوية شاحنة الأزبال في الحسيمة، تؤثر على الصورة الحقوقية والاستثناء المغربي في كبريات الصحف الأوروبية. معلومات جديدة كشفها تقرير أنجزته صحيفة "إلموندو" الإسبانية من المملكة، تفيد اعتقال 500 ناشط من شباب الحراك تقريبا، من بينهم صحافيون، منذ اندلاع الاحتجاجات في الريف. المصدر ذاته أوضح أن الأمر يتعلق فقط بالمعتقلين في سجون الحسيمةوالدارالبيضاء. كما أشار التقرير، كذلك، إلى وجود مراهقين شباب من بين المعتقلين في الناظوروالحسيمة، والذين تم إيداعهم مراكز احتجاز القصر في الناظور. وحاولت "اليوم 24″ استقاء وجهة نظر الحكومة المغربية، بحيث اتصلت بإدارة السجون والناطق الرسمي باسمها، كما اتصلت بمصطفي الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ومحمد أوجار، وزير العدل، ومصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، إلا أن هواتهم ظلت ترن دون رد. ومن أجل الحصول على أرقام من الجانب المغربي تؤكد أو تفند الرقم الإسباني، اتصلت " اليوم 24″ بمجموعة من النشطاء والمحامين المنتمين إلى هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف. وفي هذا الصدد، أكد عبد الصادق البوشتاوي، عضو في هيئة الدفاع عن شباب الحراك عن هيئة تطوان، أن عدد الموقوفين منذ اندلاع أزمة الريف يقارب ال 500 فرد كرقم تقديري. وأضاف، كذلك، أن جل المعتقلين يوزعون على سجون الحسيمةوالدارالبيضاءوالناظور. بدوره أشار سعيد بنحماني، عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين بالدارالبيضاء، أن الأرقام التقديرية التي يتوفر عليها تفيد أن هناك 500 موقوف، 350 منهم متابعون في حالة سراح، مشيرا إلى أن هناك في الدارالبيضاء 53 معتقلا، 4 منهم متابعون في حالة سراح. في نفس السياق، توصلت الموقع بلائحة الأسماء من المحامي محمد ألمو عن هيأة الرباط، توضح أن هناك 419 موقوفا على خلفية حراك الريف، الأرقام توضح أن هناك 49 معتقلا بالدارالبيضاء، واثنين بسلا، و368 موقوفا بين الحسيمةوالناظور، ومن بينهم من هم في السجن، هذه القائمة الأخيرة تضم المعتقلين المتضامنين مع الحراك، وهم الصحافي حميد المهداوي، وياسين المناضل، وعبد الله معراض، وزكرياء أكزناي، وياسين أولالي، وعلاء بوطيب، وميمون العوني. تقرير "إلموندو" أشار، كذلك، إلى وفاة الناشط في الحراك عماد العتابي، بعد أن أصيب على مستوى الرأس في تدخل أمني لتفريق مسيرة الحسيمة يوم 20 يوليوز الماضي. كما أوضح أن المعتقلين يخوضون منذ 23 يوما إضرابا عن الطعام، وأن وضعهم الصحي يتفاقم يوما بعد آخر، وأن البعض يصف وضعهم بالخطير.