ما إن أعلن إلياس العماري عن استقالته من حزب الأصالة والمعاصرة، حتى طفا على السطح نقاش حول كيفية تدبير مرحلة ما بعده، الذي كان يعتبر الرجل القوي في الحزب وذو نفوذ واسع داخله، قبل توليه الأمانة العامة وبعدها، وذلك يعود إلى الحظوة التي كان يتمتع بها لدى الجهات العليا. أثناء توليه لقيادة الجرار، كان هناك حديث عن استفراده بالسلطة والقرارات داخل الحزب وخلقه لتيار داخل التنظيم يتكون من أتباع وموالين، والذين يؤيدون ويزكون كل قراراته ويدعمونه، الأمر الذي خلق نوعا من التشنج بينه وبين بعض قيادات "البام". وبالرغم من نفي عدد من القيادات تحدثت إليهم "أخبار اليوم"، عن مزاعم وجود أتباع للعماري داخل الحزب، غير أن النقاش الظاهر من خلال تصريحات أعضاء الحزب يؤكد العكس، إذ إنه قبل أسابيع خرج العربي المحرشي، المستشار البرلماني، عن الحزب ليقول إن هناك من يسيء إلى تيار إلياس داخل الحزب، كما كتب محمد حاميتي، عضو بالحزب، في تدوينة له على موقع "الفايسبوك" قائلا: "يجب أن نرحل نحن تيار إلياس العماري، لأننا أفسدنا المشروع يوم قبِلنا بك في أجهزة الحزب ودواليبه، وسكتنا على صمت إلياس العماري على تفاهاتك"، وذلك في رد على تصريح عبداللطيف وهبي، القيادي بالحزب ذاته، والذي طالب تيار إلياس بأن يرحل من التنظيم خلال ظهوره في حوار مع أحد المواقع الإلكترونية. وهو الطرح نفسه الذي أكده أحد القياديين داخل الحزب، والذي رفض ذكر اسمه، أن هناك توجها داخل الحزب للتخلص من حاشية إلياس، والدفع بها خارج التنظيم، وذلك يعود لأسباب متعددة أهمها التخلص من إرث العماري، خصوصا وأن الظاهر أن هذا الأخير مغضوب عليه من الجهات العليا، ولم يعد له مكان داخل حزب الجرار. من جهة أخرى، دافعت الباتول الداودي، القيادية في حزب الجرار، عن فكرة تلاحم الحزب وغياب الصراع أو التيارات داخله، حيث قالت في حديثها ل"أخبار اليوم" إنه "منذ تأسيس الحزب لم يكن هناك ما يسمى برفاق بيد الله أو بنعدي أو الباكوري. فلماذا سيكون هناك رفاق إلياس؟"، مضيفة: "الحزب مؤسسة له تنظيمات موازية وترابية، وهذه التنظيمات تؤطرها قوانين الحزب التي صادق عليها المؤتمر، وهي مستمرة باستمرار المشروع". الطرح ذاته ذهب فيه مصطفى المريزق، عضو المكتب السياسي، والذي قال إنه لا توجد تيارات داخل الحزب، بل هناك اختلاف في وجهات النظر، وهو ما يتم تأوليه بشكل سلبي.