منذ يوم أمس الجمعة، صارت "حرب الصحون" التي عاشتها حزب الاستقلال، العنوان الأبرز في محطة المؤتمر السابع عشر للحزب، الذي ينتظر أن ينتخب عشية اليوم السبت، أمينا عاما جديدا، وأجهزة تقريرية جديدة. بدأت القصة، حوالي العاشرة مساء، عندما تحول المؤتمرون، بعد الجلسة الافتتاحية، نحو خيمتين كبيرتين، وسط ساحة مركب الأمير بن عبد الله، في الرباط، حيث تجرى فعاليات المؤتمر، لتناول وجبة العشاء. ووفق معطيات مصادر من الحزب، فإن الخيمتين كانتا تضمان 5000 شخص، يتوزعون على 500 مائدة، كانت معدة لتناول وجبة العشاء. وعلى حين غزة، دخل الأمين العام المنتهية ولايته حميد شباط، محمولا على الأكتاف ومحاطا بحوالي 60 شخصا من أنصاره، يهتفون وسط إحدى الخيمات بولاية جديدة. رد أتباع منافسه نزار بركة لم يتأخر، بحيث واجهوا شباط وأنصاره بشعار "ارحل"، قبل أن يحمل نزار بركة على أكتاف أنصار ولد الرشيد، بشعار واحد "شباط ارحل". وفي رمشة عين، بدأت الصحون والكراسي تتقاذف وسط الخيمتين، ووجد المؤتمرون أنفسهم في حالة كَر وفر، خوفا من أن تطالهم الصحون المتطايرة وسط الخيمتين، والتي خلفت إصابات في صفوف الحاضرين، قدرتها مصادر "اليوم 24″ بأقل من 10. مصادر مطلعة من عين المكان أسرت ل"اليوم 24" بأن "الحرب" كانت مفتوحة على الأسوأ، بحيث كان أحد الأشخاص، لم تكشف عن هويته، يحاول إشعار النار، متوجها إلى عداد الكهرباء.
وتحولت الخيمتان إلى شبه ساحة حرب نقلت تفاصيلها عدسات هواتف بعض الحاضرين، وهرع الجميع نحو الخارج تفاديا للأسوأ. إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة ل"اليوم 24″ تفاصيل "حرب الكولسة"، التي اشتعلت ليلة انعقاد المؤتمر، مؤكدة أن "عناصر الأمن الخاص المكلفة بحراسة المؤتمر حجزت لافتات كتب عليها "لا لمرشح المخزن""، كما منعت "تشددت في الدخول إلى الجلسة الافتتاحية، بعد أن راجت أخبار عن أن الأمين العام المنتهية ولايته جهز حوالي ألف بطاقة مزورة لضمان دخول أنصاره وحضورهم أشغال المؤتمر"، مضيفة أنه "بمجرد وصول الخبر إلى لجنة الإعداد "تم تغيير كل البطاقات، ليلة الموتمر، وتعويضها بأخرى ممغنطة، وهو ما تسبب في حالة ارتباك، خاصة لدى الصحافيين لدخول المؤتمر". وزادت "وصلت أخبار على أن هناك بطائق مزورة أعدت، لذلك تم تغييرها كلها ليلة المؤتمر، كما تم إلغاء كل الدعوات لحضور الافتتاح بعدما وزع شباط عددا كبيرا منها على أنصاره". وخلصت "في ليلة المؤتمر تم تغيير كل شيء، ولحد الآن لم يتوصل أعضاء المجلس الوطني ببطاقات التصويت، بحيث ثم تعويضها بأخرى ممغنطة وتحمل صورة صاحبها، تفاديا لأي تلاعب". وتظل جلسات المؤتمر 17 لحزب علال الفاسي مفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل حالات الاحتقان التي ظهرت في أول ليلة الافتتاح، التي جعلت الكثيرون يتأسفون على حال حزب علال الفاسي.