سيشهد العالم بعد أشهر قليلة أعقد وأخطر حدث طبي علمي عرفته البشرية، وهو عملية زراعة رأس إنسان بجسد إنسان آخر، والتي أطلق عليها اسم عملية جنة الجوزاء. العملية التي أذهلت العالم منذ الوهلة الأولى للإعلان عنها تثير تساؤلات أخلاقية وعملية، عن مصير الكيان الذي سينتج عنه، وهل سينتمي لصاحب الرأس أم صاحب الجسد، ومصير رأس الأخير بعد إجرائها. وسيشرف على العملية جراح الأعصاب الإيطالي "سيرجيو كانا فيرو"، والعالم الصيني "شياو بينغ ران"، أحد أشهر جراحي الصين، مع طاقم طبي مساعد يضم 150 طبيباً وممرضاً. ستجري العملية على رأس الشاب الروسي "فاليري سبيريدونوف"، مهندس كمبيوتر، البالغ من العمر 31 سنة، والذي يعاني مرضاً جينياً نادراً وقاتلاً يدعى "فيردينغ-هوفمان"، والذي يتسبب في ضمور مزمن في العضلات، ويؤدي إلى الشلل، مما جعله قعيداً على كرسي متحرك منذ الصغر، كما أن حالته تسوء من يوم لآخر. ورغم معارضة أقارب سبيريدونوف، وخاصة صديقته لخوض هذه التجربة الخطيرة والمعقدة، فإنه يرى أنه لم تبق له خيارات في حياته لمواجهة هذا المرض القاتل، وبالتالي هذه العملية هي الخيار الوحيد أمامه، سواء نجحت أو فشلت. بحسب الجراح "كانافيرو" فإن العملية ستكون بتبريد رأس المتلقي وجسم المتبرع، من أجل تمديد عمر خلاياهما، لتبقى حية دون أكسجين، ثم يتم تشريح الأنسجة المحيطة بالرقبة وربط الأوعية الدموية الرئيسة بواسطة أنابيب دقيقة، وقبل أن يقطع الحبل الشوكي لكلا الشخصين، بعدها يتم نقل الرأس، واللجوء إلى عملية ربط طرفي الحبل الشوكي. وبعد إتمام عمليات الخياطة، يخرج المريض من العملية ليدخل في غيبوبة تمتد من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وعندما يستيقظ المريض من الغيبوبة يكون قادراً على التحرك والشعور بوجهه، بل والتكلم بنفس الصوت.