بعد توقف دام بضعة أسابيع، عاد نشطاء حراك الريف من جديد إلى ساحة الاحتجاج، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ووقف المتابعات والاعتقالات في حق النشطاء الذين لا يزالون يصرون على الخروج إلى الشوارع. ورغم التطويق الأمني، أو ما يطلق عليه شباب الحراك "العسكرة"، تمكن نشطاء حراك الريف من الخروج بالالاف ليلة أمس الأحد بامزورن، رافعين شعارات الريف المعهودة، التي تعلن مواصلة الاحتجاج إلى حين إطلاق سراح المعتقلين، وتحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي سطرها الزفزافي ورفاقه قبل اعتقالهم. مسيرة ليلة أمس جابت عدة أحياء وشوارع وأزقة امزورن، مرددة شعارات "الموت ولا المذلة"، في الوقت الذي لا يزال معتقلو الحراك بسجن عكاشة يصرون على مواصلة إضرابهم عن الطعام، وبعضهم يخوض الإضراب حتى عن الماء والسكر. وحسب نشطاء حضروا المسيرة، فإنه لم يحدث أي تدخل أمني في حق المحتجين على غير العادة. وحاصرت القوات العمومية والأمنية كل المداخل المؤدية إلى وسط المدينة للحيلولة دون توجه المحتجين صوب وسط امزورن والساحة الكبرى وسط المدينة، مما جعل النشطاء يجوبون الشوارع والأزقته بالأحياء الشعبية لمدة ساعتين من الزمن تقريبا، قبل أن ينهوا مسيرتهم بشكل عاد. وتعهد المحتجون بمواصلة مسيراتهم واحتياجاتهم إلى حين تحقيق مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية، وفِي مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين. ولا تزال السلطات تسارع الزمن من أجل إنهاء عدد من المشاريع الاقتصادية والتنموية التي كانت متوقفة أو متعثرة، وفِي مقدمتها برنامج "الحسيمة منارة المتوسط".