أثارت تبرئة محكمة الاستئناف في طنجة لشخص يبلغ من العمر 59 سنة، بعد متابعته بتهمة هتك عرض طفل قاصر، لا يتجاوز عمره 3 سنوات، موجة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات الأم، التي زعمت حدوث تلاعب في قضية اغتصاب ابنها، وادعاء حصولها على شهادات طبية، تؤكد تعرض ابنها للاغتصاب على يد "الحسين أبقالي"، صاحب حضانة "ملائكة الشمال"، التي كانت تضع فيها فاطمة الزهرة الحداد ابنها. موقع "اليوم 24" يعيد تركيب القصة، ليخلص من خلال الملف الطبي للقضية، ومحاضر الشرطة القضائية أن ادعاءات الأم لا يسندها أي دليل ملموس، عكس ما راج في مواقع التواصل الاجتماعي. أصل الحكاية تعود تفاصيل القضية إلى مساء 16 من دجنبر 2016، حينما عادت فاطمة الزهراء الحداد إلى منزلها بمدينة طنجة، بعد إنهاء عملها حوالي التاسعة إلا الربع. وبحسب تصريحات فاطمة الزهراء الحداد في محاضر الشرطة القضائية، التي اطلع عليها موقع "اليوم 24″، فإنها تمددت إلى جانب طفلها، الذي استيقظ من نومه حوالي الساعة العاشرة ليلا، وذهب إلى حضنها، كأنه يريد الشكوى، وقال "ماما عمو دار لي ديدي بالموس"، ويشير إلى مؤخرته، قلقلت الأم فقامت بنزع سرواله على ضوء الهاتف بمساعدة ابنتها فلم تلاحظ شيئا، إلا أن الطفل عاد للشكوى مرة أخرى، فقامت الأم بإضاءة الحجرة، وفتحت رجليه ورفعتهما، عندئد وجدت عنده احمرارا دائريا مع سائل لزج أبيض. أخذت الأم الطفل بسرعة إلى مصحة خاصة، بعدما ذهب تفكيرها إلى أن صغيرها وقع ضحية اعتداء جنسي، وأن هذا الاعتداء قام به ذلك الشخص، الذي تراه عادة في الحضانة، ويدعوه "يحيى" بعمو، وتم فحص الطفل من طرف طبيب بالمصحة، والذي لاحظ احمرار شديد بالمخرج، وما حوله، وسلم للأم شهادة يشهد فيها بأن الأسرة تصرح بأن طفلها تعرض لاعتداء جنسي، وأن الفحص السريري وجد علامات احتكاك شرجي مع سائل لزج ضارب إلى البياض داخل قناة الشرج. المتهم ينفي مباشرة بعد تقدم الأم بشكاية للمصالح الأمنية تتهم فيها "الحسين أبقالي" بهتك عرض طفلها، والاعتداء عليه جنسيا، تم إلقاء القبض عليه، والاستماع إليه من قبل ضباط الشرطة القضائية. وفي الوقت الذي اتهمته فيه الأم بالاعتداء جنسيا على ابنها صرح "أبقالي" أنه لم ير الطفل "يحيى" إطلاقا يوم 16 من دجنبر 2016، وهي الأقوال، التي جاءت متطابقة مع تصريحات ابنته أسماء، التي تدير مركز الحضانة، والتي أكدت بدورها أن والدها، الذي اعتاد مساعدتها في إعداد الأكل، والمناداة على الأطفال، وتسليمهم لذويهم لم ير "يحيى"، ولم يغادر منزله إلا لأداء صلاة المغرب، فيما كان "يحيى" قد غادر الحضانة رفقة شقيقته وصال. خبرة طبيبة تستبعد تعرض "يحيى" للاغتصاب تنفيذا لتعليمات النيابة العامة تم عرض الطفل "يحيى" على مختص في طب الأطفال، هو الدكتور نور الدين دحان، الذي أجرى الفحوصات اللازمة على الطفل، وأعد تقريرا في الموضوع، خلص فيه إلى أنه من خلال التشخيص الجسدي، والتحاليل التكميلية، لم يصل إلى أي معلومة تفيد بتعرض "يحيى" لعنف جنسي، وذهب إلى أن كثير من المؤشرات تسير في اتجاه التهاب تلقائي ذي طبيعة فطرية، وهو الاستنتاج، الذي أكده أطباء في المستشفى الجامعي في امستردام، بحسب تقرير نور الدين دحان. وأوضح الطبيب المختص أن ظهور الاحمرار على الشرج يعطي الأم، والأطباء، الذين عاينوا الحالة في بادئ الأمر كل المشروعية في الشك في الاعتداء الجنسي كسبب رئيسي في تلك الفترة. الخبرة الجينية تبرئ المتهم في 18 من شتنبر 2016 ورد على قسم علم أحياء الأدلة الجنائية بالمختبر التابع للشرطة العلمية بالدارالبيضاء من المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة سروال للضحية القاصر المأخوذ منه أربع بقع، وعينتين من لعاب الضحية، وعينتين من لعاب للمشتبه فيه "الحسين أبقالي"، وعينتين شرجيتين للضحية، وقارورة تحتوي على سائل مشبوه، وذلك من أجل تحديد سمات الحمض النووي. وخلصت الخبرة، التي تم كشفها، أخيرا، أن الحمض النووي، الذي تم فرزه يتعلق بالطفل القاصر، وليس هناك أي حمض نووي للمشتكى به، أو حمض نووي غريب، لتنهي بعد فصول قضية شغلت الرأي العام الوطني، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر استئنافية طنجة حكما بالبراءة في حق المتهم، وهو ما لم تستسغه أم الطفل "يحيى"، الذي أصبحت صوره تملأ فايسبوك، الشيء الذي يطرح سؤالا كبيرا حول وضعه النفسي مستقبلا.