يشارك الأمير مولاي هشام، يوم 12 شتنبر المقبل، في ندوة دولية حول الربيع العربي، ينظمها معهد بروكنز في الدوحة، وتتزامن هذه الندوة مع الأزمة القائمة بين قطر ودول الخليج العربي، والتي انتهت إلى فرض حصار شامل على الدوحة برا وبحرا وجوًا. وحسب الورقة المؤطرة للندوة، التي اطلع عليها «اليوم24»، فإن الأمير مولاي هشام، الباحث والمحاضر الشرفي في جامعة هارفارد الأمريكية، سيتناول الربيع العربي في المغرب الكبير، مع تركيز رئيس على تجربة تونس، التي تعتبر رائدة ومؤسسة لتجربة ديمقراطية واعدة في العالم العربي. وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها الأمير مولاي هشام في ندوة سياسية في العالم العربي، وهذه المرة في قطر بعد مشاركته السابقة في تونس حول الموضوع نفسه. وهذه الندوة ستتميز بمشاركة باحثين من العالم العربي والغربي، لكن تبقى ميزتها الرئيسة أنها تتزامن والأزمة الخطيرة التي تمر منها العلاقات بين قطر وباقي دول الخليج، وعلى رأسها العربية السعودية والإمارات العربية والبحرين ومصر، وكل هؤلاء يؤاخذون قطر برعاية الربيع العربي، ودعم محركاته الإعلامية والفكرية والسياسية (معهد بروكنز من المعاهد التي تقلق الرياض بسبب موضوعات بحثه التي تركز على نظام الحكم في مملكة عبد العزيز، وبسبب ضمه طلبة وأساتذة سعوديين). وسبق للأمير مولاي هشام أن انتقد دور الملكيات الخليجية في ضرب وهدم الربيع العربي من خلال تمويل الثورات المضادة. ومن المتوقع أن تثير مشاركة الأمير «المتمرد» في ندوة حول الربيع العربي وفِي قطر حفيظة السعودية والإمارات العربية المتحدة. ورغم أن الأمير تجمعه علاقات عائلية بحكام السعودية وتجارية بأبوظبي، فإنه اختار المشاركة في هذه الندوة في ظرف سياسي ودبلوماسي حساس، ما يعني أن الأمير الأحمر ليس بعيدا عن موقف المغرب الرسمي الذي اختار الوقوف على حياد إيجابي إزاء الأزمة الخليجية، بل إن بعض المراقبين يرون أن الرباط توجد أقرب إلى قطر منها إلى الرياض أو أبوظبي.