يواصل موظفو مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بمدينة تطوان، منذ يوم السبت الماضي، خوض اعتصام مفتوح مرفوقا بإضراب جزئي عن العمل، بجناح الطب الشرعي ، وذلك احتجاجا على غياب الحماية الأمنية، وتضامنا مع زميل لهم تعرض لمحاولة قتل مؤخرا، بينما كان يؤدي مهامه المهنية لفائدة نزلاء المستشفى. وقال مصدر من الأطر الطبية العاملة بالمستشفى المذكور ، إنهم قرروا خوض معركتهم الاحتجاجية المفتوحة، إثر تعرض ممرض الحراسة كان يغطي فترة المداومة الليلية بجناح المرضى الشرعيين، لمحاولة تصفية جسدية باستعمال سلاح أبيض، من طرف مختل عقلي حديث عهد الالتحاق بالمستشفى ومعروف بعدوانيته وهيجانه أغلب الأوقات. وأضاف المتحدث في اتصال هاتفي أجرته معه "اليوم24″، أن الموظفين بالجناح ألاستشفائي الرازي، يشتغلون في ظروف صعبة بسبب غياب توفير الحماية الأمنية، الأمر الذي يجعل مزاولة عملهم محفوفا بالمخاطر من ناحية ضمان السلامة الجسدية، إذ سبق وأن تعرض عدد منهم لاعتداءات متكررة، ونبهوا إدارة المستشفى في حينها إلا أنها لم تتجاوب مع مطلبهم. وكشف المتحدث، أن أطر مستشفى الرازي، عقدوا لقاءا مع المسؤولين الأمنيين بولاية أمن تطوان، واتفقوا على توفير عناصر شرطة بجناح الطب الشرعي، وتم التجاوب مع مطلبهم الماضي، حيث تم تكليف شرطيين بتأمين المستشفى، غير أنهم انسحبوا بعد ساعات، بعد تلقيهم تعليمات من مرؤوسيهم، يقول المصدر نفسه. وفي سياق متصل، تدخلت أربع منظمات نقابية بقطاع الصحة على الخط، وأصدرت بيانا عقب اجتماع طارئ ، نددوا من خلاله بما اعتبروه "تنصل الإدارة من التزاماتها السابقة بتوفير الحراسة الأمنية الدائمة، بمستشفى الرازي"، وطالبوا الإدارة بترحيل "النزيل المعتدي على ممرض المداومة، أو فرض حماية أمنية من طرف رجال الشرطة، حتى لا يتسبب في حادث اعتداء آخر على الموظفين". وأكدت المنظمات النقابية في بيان لها، حصلت الجريدة على نسخة منه، على مساندتها لقضية الشغيلة الصحية في اعتصامها المفتوح، وتوقفها المؤقت عن العمل مع ضمان سيرورة العمل بقسم المستعجلات، إلى حين الاستجابة للمطالب السالف ذكرها، دفاعا عن كرامة الأطر الطبية. يذكر أن مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بتطوان، يستضيف صنفين من المرضى في طور العلاج، منهم المرضى العاديين الذين يعانون اضطرابات نفسية، وصنف آخر يأتي عن طريق المحكمة بقرار قضائي من الوكيل العام للملك، بعد إثبات الخبرة الطبية خللا عقليا لدى الجاني، والحكم عليه بانعدام المسؤولية.