مكنت الاتصالات، التي أجراها قياديون استقلاليون، خلال الأيام الأخيرة، في إحداث انفراج مؤقت في الأزمة، التي يعيشها الحزب بسبب الصراع الدائر بين جناحي حميد شباط، الأمين العام، وغريمه، حمدي ولد الرشيد، بعد أن أفضت إلى فرض تأجيل المؤتمرات الإقليمية، التي كانت مبرمجة، الأسبوع الماضي، والجاري، في عدد من مناطق المملكة. وكشفت مصادر استقلالية ل"اليوم 24″ أن كلا من عبد الواحد الفاسي، زعيم حركة "بلا هوادة"، وعبد القادر لكيحل، عضو اللجنة التنفيذية، المسؤول عن التنظيم، وبوعمر تغوان، عضو اللجنة التنفيذية، باشروا، خلال الأيام الماضية، اتصالات من أجل وضع حد لأزمة الحزب، التي باتت تهدد وحدته، لافتة الانتباه إلى أن تلك الاتصالات لقيت ترحيبا من قبل جميع الأطراف المتصارعة. المصادر ذاتها أوضحت أن اتصالات الفاسي، والكيحل، وتغوان تقوم على 3 ركائز هي احترام القانون، وحماية الاختيار الديمقراطي والمنافسة الحرة، مشيرة إلى أن تلك الاتصالات مكنت من إحداث اختراق في جدار الأزمة، بعد أن تم تأجيل عدد كبير من المؤتمرات الإقليمية في مقدمتها جميع مؤتمرات جهة الدارالبيضاء الكبرى. وحسب المصادر ذاتها فإن الاتصالات الجارية ليست تفاوضا في مواقع معينة، بل هي لضرورة احترام القواعد الديمقراطية في التنافس، وتصفية الأجواء، لافتة الانتباه إلى أن هناك مؤشرات إيجابية في اتجاه إحداث الانفراج قبل محطة المؤتمر ال17 المزمع عقده أيام 29 و30 شتنبر، وفاتح أكتوبر2017 في الرباط. وعلى الرغم من أن الحزب يجتاز الصحراء، تقول المصادر، إلا أن هناك اتصالات، ومجهودات تبدل للتخفيف من حدة التوتر، وإعادة الأمور إلى نصابها، لاسيما على مستوى إعمال القانون في انعقاد المؤتمرات الإقليمية للحزب، وانتخاب أعضاء المجلس الوطني. وفي الوقت الذي توقف فيه عدد المؤتمرات الإقليمية، المنعقدة، إلى حدود الساعة عند رقم 13 من أصل 80 مؤتمرا إقليميا، اعتبر قيادي استقلالي، تحفظ عن ذكر اسمه، أن ترشح شباط من عدمه خلال المؤتمر هو مسألة شخصية يعود التقرير فيه إليه وحده، مشيرا إلى أنه إذا قرر عدم الترشح فسيتم إعلان ذلك بوضوح. القيادي نفسه قال معلقا على التنافس حول الأمانة العامة: "هناك من مع نزار البركة، وهناك من يؤيد شباط، وهناك كذلك وجهة نظر تتحدث عن طريق ثالث، خصوصا بعد البيان، الذي أصدره عادل بنحمزة، وعبد القادر الكيحل".