تحول اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، الذي انعقد مساء أول أمس الأربعاء، إلى ساحة لتبادل عبارات السب والقذف بأقدح النعوت بين كل من نعيمة خلدون، رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، وبوعمر تغوان، الوزير الاستقلالي السابق، وعضو اللجنة التنفيذية، فيما غاب عن هذا الاجتماع عباس الفاسي، الأمين العام للحزب بسبب وعكة صحية مفاجئة. وحسب مصادر «المساء»، فإن شنآنا نشب بين عضوي اللجنة التنفيذية على هامش اجتماع اللجنة، وصل إلى حد اتهام تغوان رفيقته في الحزب نعيمة خلدون ب«الشفارة»، فيما وصفت هي تغوان ب«الكائن الانتخابي»، وهددت بمتابعته قضائيا. وتعالى الصراخ بين الطرفين وكادا يتبادلان الضرب لولا تدخل قياديين استقلاليين مثل شباط وعبد الواحد الفاسي والوزير عبد الصمد قيوح. وجاءت هذه التطورات بسبب خلاف نشب بين نعيمة خلدون وتغوان في وقت سابق خلال اجتماع للفريق النيابي للحزب نتيجة سوء تفاهم وكلام أسيء فهمه. إلى ذلك، استأثر ما أسمته مصادرنا ب«المضايقات»، التي يتعرض لها الاستقلاليون من قبل حلفاء الحزب في الأغلبية الحكومية، بجانب كبير من النقاش بين أعضاء اللجنة التنفيذية، التي غاب عنها امحمد الخليفة وغالبية وزراء الحزب باستثناء قيوح. وصب عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية جام غضبهم على الحسين الوردي، وزير الصحة عن حزب التقدم والاشتراكية، بسبب ما أسموه «تضييقه» و«استهدافه» أسماء محسوبة على حزب الاستقلال في هذه الوزارة. وأبدى قياديون استقلاليون استغرابهم من سلوك الوزير الوردي إزاء استقلاليي وزارة الصحة، في حين لم يحرك ساكنا إزاء مسؤولين تم التمديد لهم في عهد الوزير الأول الأسبق إدريس جطو وآخرين تجاوزوا سن التقاعد بسنوات عدة وما زالوا يحتفظون بمناصبهم. وكان لافتا، حسب مصادرنا، الموقف الذي عبر عنه حميد شباط بشأن «مضايقات» الوردي لأسماء ورثها عن الاستقلالية ياسمنة بادو، حيث أكد على ضرورة وجود تضامن حكومي، ومن ثم زوال تلك المضايقات وإلا فإنه لا وجود للأغلبية الحكومية، يضيف شباط. مصادرنا قالت إن اجتماع اللجنة التنفيذية لم يسفر عن أي قرار بخصوص سبل الرد على «مضايقات» وزير الصحة، كاشفة أن الأيام القادمة ستعرف تحركات للاستقلاليين في اتجاه وقفها دون الحديث عن شكل تلك التحركات. كما أثيرت في هذا الاجتماع قضية الهجوم، الذي تعرض وزراء استقلاليون سابقون من طرف صحافة الاتحاد الاشتراكي، وأبدى استقلاليون استعدادهم لكشف ملفات يتهم فيها وزراء اتحاديون.