في اجتماع غاب عنه عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، تبادل أعضاء في اللجنة التنفيذية للحزب خلال اجتماعهم، مساء أول أمس الأربعاء، للحسم في اللائحة الوطنية للنساء، السباب والاتهامات ب«التزوير»، حسب ما أفادت به مصادر استقلالية «المساء»، مشيرة إلى أن الاجتماع الذي احتضنه المقر العام للحزب كاد يتحول إلى حلبة للملاكمة. يأتي ذلك في وقت كشف فيه مصدر استقلالي أن أعضاء في المجلس الوطني يستعدون للدعوة إلى دورة استثنائية لبرلمان الحزب، واحتجاج وطني أمام مقر الحزب، في ما يبدو أنه من أولى تداعيات تدبير قيادة الحزب لترشيحات اللائحة الوطنية. وشهد الاجتماع الذي ترأسه سعد العلمي، عضو اللجنة التنفيذية ووزير تحديث القطاعات العامة، فصولا ساخنة من المواجهة خاصة بين عبد القادر الكيحل، وكيل لائحة الشباب وعضو اللجنة التنفيذية، وحمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية، كادت تتحول إلى معركة بالأيدي بينهما، تقول المصادر، مشيرة إلى أن مرد الخلاف بين الكيحل وولد الرشيد هو رفض هذا الأخير ومعه استقلاليي الصحراء ترتيب عادل شكيلطو في المرتبة الثالثة في لائحة الشباب، متقدما على منصور المباركي، عن الأقاليم الجنوبية، بالرغم من تساويهما في الأصوات أثناء عملية تصويت المجلس الوطني على أعضاء لائحة الشباب الاثنين المنصرم. وحسب المصادر ذاتها، فإن اعتماد معيار الأكبر سنا في الحسم بينهما ضيع على المباركي احتلال المرتبة الثالثة، وهو ما أثار سخط وحفيظة ولد الرشيد واستقلاليي الصحراء، مهددين بالاستقالة والطعن في نتائج اللائحة الوطنية للشباب. وقلب كل من ولد الرشيد، وعبد الصمد قيوح، عضو اللجنة التنفيذية والمنسق المسؤول عن جهة سوس ماسة، الطاولة على قرار قيادة الحزب المتفق حوله، والقاضي بأن يكون إسناد وكيلة لائحة النساء إلى إحدى المرشحات بقرار سياسي. ووفق مصادرنا، فإن القرار السياسي الذي كان متفقا عليه هو أن يرشح الحزب على رأس اللائحة النسائية سعيدة آيت بوعالي، عضو اللجنة التنفيذية سابقا، وعضو المكتب التنفيذي للمرأة الاستقلالية من جهة مراكش أو نعيمة بنحيى، زوجة عبد القادر العلمي، شقيق سعد العلمي، مشيرة إلى أن الاتفاق أضحى في مهب الريح بعد اتفاق كل من ولد الرشيد وقيوح على الانقلاب عليه وفرض الاحتكام في الحسم في اللائحة النسائية إلى التصويت. وهو ما تأتى لهما من خلال فرض فاطمة مكملتو، عن جهة العيون على رأس لائحة النساء الاستقلاليات، متبوعة بزينب قيوح، عن جهة ماسة درعة. فيما كان لافتا تقهقر فاطمة طارق، زوجة عمدة فاس حميد شباط، إلى المرتبة الخامسة بعد أن كانت من الأسماء المرشحة لتكون وكيلة لائحة النساء. واحتلت نعيمة الرباع، عن جهة الدارالبيضاء الكبرى،المرتبة الثالثة، ومنية غلام، عضو المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية، عن جهة عبدة دكالة في المرتبة الرابعة. فيما غابت الأسماء الاستقلالية التي اعتادت الترشح في اللائحة الوطنية في 2002 و2007 عن اللائحة باستثناء فتيحة البقالي، التي جاءت في الصف التاسع عن الجهة الشرقية. وكان المجلس الوطني لحزب الميزان، المجتمع يوم الأحد الماضي والذي استمرت أشغاله يوما وليلة كاملين، قد عجز عن الحسم في لائحة النساء والكشف عن الاسم الذي سيقودها، مفوضا للجنة التنفيذية للحزب مهمة الحسم فيها، فيما تمكن من الحسم في لائحة الشباب التي سيقودها الكيحل متبوعا بعادل بنحمزة، متبوعين بشكليطو والمباركي، وعبد المجيد الفاسي، نجل الأمين العام ثامنا. وحسب عادل بنحمزة، عضو اللجنة التنفيذية، فإن حسم اللجنة في ترتيب لائحة النساء تم بالاعتماد على النتائج التي حصلت عليها الجهات في الانتخابات التشريعية ل 2007، مشيرا في اتصال مع «المساء» إلى أن «ترتيب لائحة النساء رسالة تحفيز للمناضلين في الجهات، بعد أن كانت تجربة اللائحة في 2002 و2007 قد خلقت إحباطا في صفوف المناضلين، خاصة في الجهات التي حققت نتائج انتخابية جيدة. من جهة أخرى، وصف مصدر استقلالي ما وقع في اجتماع اللجنة التنفيذية بأنه نتاج طبيعي ل«سياسة فتح أبواب الأحزاب أمام الأعيان، والتي كان من نتائجها أن أصبح هؤلاء الأعيان يصولون ويجولون، وينقلبون على المؤسسات وقراراتها، بل ويعتبرون أنفسهم فوق القانون»، مشيرا إلى أن مجموعة من أعضاء المجلس الوطني يستعدون حاليا للدعوة لانعقاد دورة استثنائية لبرلمان الحزب، واحتجاج وطني أمام المقر العام، وذلك ل«الاحتجاج على العبث الذي عشناه وعلى المزورين الذين يقدمون نظرة خاطئة عن حزب الاستقلال»، يضيف المصدر.