هو الكاتب، والروائي، والصحافي، والمناضل السياسي، والمثقف العضوي، الذي جمع طوال حياته بين التنظير، والممارسة، بين الاشتغال في الميدان، وتسخير قلمه للدفع بعجلة مجتمع ظل ينشد تغييره نحو الأفضل. إنه عبد الكريم غلاب، الذي توفي صباح اليوم الاثنين، بعد حياة مليئة بالجهد والعطاء، قبل أن يسلم الروح لبارئها، ويلتحق برفاقه أمثال علال الفاسي، ومحمد بوستة. ولد عبد الكريم غلاب عام 1919، في مدينة فاس، وتابع دراسته في جامعة القرويين، قبل أن يلتحق بالقاهرة، ويحصل على الإجازة في الأدب العربي من جامعتها. اشتغل عبد الكريم غلاب بالصحافة، منذ عام 1948 بتوليه تحرير مجلة "رسالة المغرب، كما يعتبر واحدا من القيادات التاريخية البارزة في حزب الاستقلال، وقد عمل فيه منذ إنشاء كتلة العمل الوطني في يونيو 1933، كما كان أحد الأطر الأولى المؤسسة لوزارة الخارجية المغربية بعد استقلال المغرب تحت رئاسة أحمد بلافريج. استقال عبد الكريم غلاب من منصبه، في يناير 1959، وعاد إلى العمل في صحيفة "العلم" رئيسا لتحرير، وفي عام 1960 أصبح مديرا لها حتى يوليوز 2004. عرف الراحل بإنتاجه الفكري والأدبي الغزير، حيث ألف في القصة، والرواية، والفقه الدستوري، وتاريخ المغرب. فاز بجائزة المغرب للكتاب في الآداب ثلاث مرات عن رواياته: دفنا الماضي والمعلم علي، التي اختارتها منظمة الثقافة العربية من بين أفضل 105 رواية نشرت عبر التاريخ. الراحل، كتب أيضا في مجال القصة، حيث نجد من أبرز مؤلفاته "مات قرير العين"، وهي مجموعة قصصية تضم 9 قصص، والأرض حبيبتي، وأخرجها من الجنة، وهذا الوجه الذي أعرفه. وعلى الرغم من مرضه، وكبر سنه، إلا أن ذلك لم يمنع عبد الكريم غلاب من الحضور في عدد من المناسبات، وإلقاء كلمات فيها، والتي كان آخرها حضوره جنازة الراحل الاستقلالي، ورفيق دربه محمد بوسته، وكذلك حضوره لتكريم أقيم على شرفه من قبل وزارة الاتصال في السنة الأخيرة من حكومة عبد الإله بن كيران.