في ظل الاستنفار الأمني الذي تشهده الحدود بين مدينة سبتةالمحتلة والداخل المغرب بسبب ضغط مهاجرين إفريقيا جنوب الصحراء الراغبين في بلوغ الفردوس الأوروبي عبر سبتة خلال الأسبوع المضي، كشفت معطيات إسبانية جديدة أن هناك اجتماعات أمنية تجري في وزارة الداخلية الإسبانية بتنسيق مع حكومة سبتة من أجل اتخاذ إجراءات أمنية جديدة تقوم "على إعادة نظر شاملة وعميقة" في الوضع الذي توجد عليه الحدود في الوضع الحالي. ويتجه الإسبان إلى الاعتماد أكثر على التقنيات الحديثة والتكنولوجية بدل انتظار المعلومات التي يزودهم بها المغرب قبل وقوع أي عملية اقتحام، حسب ما أوردته صحيفة " آ ب س" ومواقع إسبانية أخرى. المصادر ذاته، أوضحت أن الأشغال متقدمة جدا بخصوص إعادة نظر شاملة وعميقة من خلال الاعتماد على وسائل تقنية قادرة على "تقديم أكثر وأفضل المعلومات" حول "ما يقع في الجانب الآخر من السياج"، أي في الجانب المغربي. وتهدف هذه الإجراءات إلى "تجنب التبعية كليا بالمغرب في ما يتعلق بالمعلومة"، ووذلك لاستباق والاستعداد لأي عملية اقتحام محتملة من قبل المهاجرين لمدينة سواء عبر السياجات الشائكة أو معبر باب سبتة الرئيسي كما حدث يوم الاثنين الماضي من عندما تمكن 200 مهاجر تقريبا من أصل 300 واحد اقتحام المعبر، مما خلف إصابة أمني إسباني بكسر. مصادر إسبانية، أشارت أيضا، إلى أن السلطات الإسبانية قد تستعين ب"طائرات بدون طيار" لمراقبة الرشيط الحدودي لسبتةالمحتلة، ورصد تحركات المهاجرين في الغابات المجاورة بالجانب المغربي. لكن صحيفة " آ ب س" المقربة من الحكومة اليمينية أوضحت أن هذا الخيار في ظل الظروف الحالية وارد، لكن الحكومة "تستبعد عمليا اللجوء إليه"، لتجنب التوتر مع المغرب. مصدر من وزارة الداخلية الإسبانية أوضح ل" آ ب س" قائلا:" التجارب أظهرت أن "الطائرات بدون طيار" تحقق بشكل كامل هدف مراقبة عالية على طول الشريط الحدودي. لكن أحوال الطقس، والرياح القوية، تجعل من الصعب وضعها فوق "التراب الإسباني"، وهذا سيتسبب لنا في مشاكل مع المغرب". كما أشارت المصادر ذاتها، إلى ان خطة إسبانية لسحب ورقة حماية حدود سبتة، ولو جزئيا، مع الحفاظ على التعاون مع المملكة، يقوم على تنصيب نظام أمني تكنولوجي عالي يقوم على تنصيب كاميرات حرارية عالية الدقة على طول الشريط الحروري قادرة على رصد بشكل مسبق أي تحرك محتمل للمهاجرين في الجانب المغربي، مما سيمنح الوقت الكافي للأمن الإسباني بالتحرك.