الهجوم الذي قاده 800 مهاجر غير شرعي من إفريقيا جنوب الصحراء، يوم الجمعة الماضي، على السياجات الحدودية الفاصلة بين مدينة سبتةالمحتلة والداخل المغربي، وتمكن 500 من الدخول إلى المدينة وإصابات نحو 45 مهاجرا، و20 أمنيا مغربيا وإسبانيا، كلها عوامل دفعت الحكومة المركزية بمدريد، إلى التأكيد على أنها سَتستعمِل طائرات بدون طيار وبالونات هوائية مزودة بكاميرات حرارية ذكية جدا، للمراقبة. وتسعى السلطات الإسبانية، من هذه الخطوة، حتى لا تبقى رهينة فقط بالتعاون والتنسيق الأمني مع المغرب على طول حدود سبتة التي تمتد على مسافة 6.3 كيلو متر. هذه المبادرة ستشمل أيضا في المستقبل الحدود الفاصلة بين مدينة مليلية المحتلة ومدينة الناظور، والتي تمتد على طول 9.6 كيلومتر. ورغم محاولة بعض التشكيلات الحزبية ووسائل الإعلام الإسبانية ربط الاقتحام الأخير بالتهديدات المغربية برفع اليد عن مراقبة الهجرة بسبب التوتر مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن الحكومة الإسبانية رفضت الربط بين الحدثين، مثمنة الدور المهم الذي يلعبه المغرب في حماية الحدود، ومشيرة إلى العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين. في هذا الصدد، أكد كاتب الدولة الإسبانية للشؤون الأمنية، خوسي أنطونيو نييتو، الذي حل بمدينة سبتة يوم الجمعة الماضي مباشرة بعد عملية الاقتحام، أن وزارة الداخلية تسعى إلى الاعتماد "في أقرب وقت ممكن على طائرات بدون طيار وبالونات هوائية مزودة بكاميرات حرارية"، بهدف تحسين جودة وفعالية المراقبة في الشريط الحدودي للمدينة دون التبعية كليا للمغرب في حماية الحدود. وأضاف أنه لا يمكن لإسبانيا أن تبقى رهينة لتواجد عناصر الأمن المغربي في الحدود او عدم تواجدها، علاوة على الارتباط بالمعلومات التي يقدمها المغرب بخصوص تحرك المهاجرين لاقتحام السياج. وأشار إلى أن الطائرات بدون طيار والبالونات الهوائية من شأنها تحذيرهم من أي تحرك للمهاجرين لاقتحام السياج. المتحدث ذاته أشار إلى أن الوسائل التكنولوجية الحديثة التي سيتم اعتمادها في الشريط الحدودي لسبتة، سيكون لها مركز قيادة عام في مدريد، من خلاله سيتم تنسيق عمليات التدخل لصد أي هجوم. وسائل إعلام إسبانية أشارت إلى أن وزارة الداخلية الإسبانية، شرعت فعلا في التفاوض مع شركة إسبانية في مالقة، متخصصة في صنع طائرات بدون طيار والبالونات الهوائية. كما أوضحت كذلك أن هذه الإجراءات الجديدة ستكلف خزينة الدولة مبالغ مالية مهمة، على غرار تلك التي كلفتها "الحدود الذكية" في المعبر الحدودي "باب سبتة"، والتي قدرت ب20 مليار سنتيم.