في الحوار التالي يتكلم اللاعب المغربي ولاعب فريق الميلان عادل تاعرابت في مواضيع مختلفة : يتحدث عن فريقه الحالي ، عن الفريق الوطني المغربي ، وعن طفولته وعن رفاق طفولته الذين إنتهوا في السجن وبداياته الكروية كما تحدث عن قضية بنعطية وأمور أخرى. . تاعرابت بعد أربع مباريات وهدفين قيل عنك "ريح مغاربية" تحرك الميلان والكالتشو الإيطالي ؟ لست أدري أي تسمية تناسبني لكني سعيد بالبداية ، لدي أشهر قليلة لكي أقنع الميلان بشراء عقدي.
من لاعب شبه غير معروف إلى لاعب أساسي في كل التشكيلات و بسرعة ؟ ناذرا ما نشاهد مثل ذلك؟ الجمهور ربما لم يتوقع الأمر ، بالنسبة لي انا لم أتفاجأ ، أُدرك جيدا مؤهلاتي كما أدرك أن اللعب إلى جانب لاعبين كبار كلاعبي الميلان سيُمكّنني من إظهار قدراتي .ثم هناك مجموعة من الظروف التي كانت في صالحي.
كيف ذلك؟ في نابولي لعبتُ كأساسي بعد ثلاثة أيام فقط من التداريب لأن كاكا و هوندا كانا مُصابيْنِ ، وهكذا تمكنت من إستغلال الفرصة.في الماضي كنت دائما غير محظوظ
بمعنى لم تُعطاك الفرصة فيما سبق؟ لو كان بإمكاني في سن 17 18 سنة أن ألعب لفريق كبير يشاهده كل العالم فسوف تدركون قيمتي منذ ذاك الوقت ، فولهام وكوينز بارك لم يكن كذلك . لكن علي أية حال فعمري الآن 24 سنة ولازال بإمكاني أن أعوض ما ضاع .
كيف هي علاقتك بمدربك سيدورف؟ علاقة جيدة. إنني حضيت بثقته في الحين رغم أنه لم يكن يعرفني ، "غالياني" (نائب رئيس الميلان) هو من كان يعرفني جيدا .سيدورف قال لي حين هاتفني " سأحكم عليك من اليوم فصاعدا لا يهمني الماضي أو ما يقال عنك" . الآن يقول لي أنه سعيد بأدائي وبأنه يجب أن أبقى بنفس مستوايَ . إنه يلحّ دائما على أن ألعب في الدفاع وفي الهجوم. هو شخص يتحاور كثيرا مع كل الفريق .
هلاّ تحدتثَ لنا بإيجاز عن حياتك منذ ميلادك في فاس (فلورنس المغربية) حتى وصولك إلى الميلان؟ كان ميلادي بفاس بالمغرب سنة 1989 ، وقتها كان والدي مهاجرا في فرنسا وبالضبط بمدينة مارسيليا وقد إلتحقت به وعائلتي وعمري لا يتجاوز ثمانية أشهر فقط .وقد كانت حرفته بنّاءًا أما أمي فقد كانت ربة بيت.وقد ترعرعت في أحد الأحياء الشعبية "الصعبة" مع أخواتي الأربع وأخي الأكبر . وقد كنت ألعب كرة القدم في أزقة مارسيليا وهناك كانت بداياتي.
هل تعلمت طريقتك في المراوغة في مباريات الأزقة ؟ لا ، هذه موهبة من الله ، في كرة القدم يمكن أن تتعلم بعض الأمور التاكتيكية لكن بعض التقنيات تتكون و تجري في دم اللاعب .
ثم بعد ذلك ؟ بعد ذلك إلتحقت بفريق الحي وعند بلوغي سن 7 8 سنوات بدأت باللعب ل " Septème " الذي لعب فيه اللاعب زيدان. وهناك بدأ إهتمام أكاديميات النوادي الفرنسية بطريقة لعبي. إنتقلت في ربيعي الحادي عشر إلى "لانس " وهناك نشأت ودرست ولعبت في القسم الأول . إنتقلت إلى توتنهام في سن 18 ثم بعدها كوينز بارك ثم فولهام والبقية تعرفونها.بما في ذلك صداقتي ب "برياتوري جانّي دي مارسيو" الذي لم يتقبّل أمر إنضمامي للميلان حيث كان يريدني في نابولي . لكني الآن هنا حيث تمكنت من التعرف على بيرلسكوني . إحساسي هنا لا يوصف.
هلاّ فصّلتَ لنا مفهوم "حي صعب " ؟ معضم أبناء جيلي دخلوا السجن .لا زلت أتذكر مدربي "كريستوف" الذي كان يقول لي :" عادل يجب عليك الذهاب وبسرعة إلى"لانس". لا يجب أن تستمر في العيش في هذا الحي ، أن تبقى هنا مشكلة حقيقية "
يوم 5 مارس يوم العودة مع الفريق الوطني المغربي في اللقاء الودي مع الغابون ، بعد كل ما قيل وبعد القطيعة؟ المدرب كان قد إتصل بي للتّو وأنا سعيد جدا .المغرب سيستضيف في يناير 2015 كاس إفريقيا للأمم إنها مبتغانا ويجب أن نفوز بها.يجب أن نحسّن أداءنا. لدينا جيل من اللاعبين الجيِّدين .نظريا كان يجب أن يكون خط دفاعنا مكوَّنا من : بنعطية، رامي ، كابول .كان هذا حقا سيثير حقد المنتخب الإيطالي .
لكن (للأسف) رامي وكابول يلعبون للمنتخب الفرنسي ،وبنعطية الأن يقاطع مدرب منتخب المغرب. وبخصوص موهبة الميلان اللاعب حكيم مستور هل تنصحه بإختيار اللعب للمغرب ؟ بخصوص مستور لن أقول له شيئا . أما عن قضية بنعطية فلا أعلم شيئا بشكل مباشر. وفيما يتعلق بعادل رامي فكثيرا ما أُمازحه مخاطبا إياه "الخائن" ، لانه هو حقيقةً وواقعًا مغربيٌّ . أنظر مثلا زيدان طيلة 15 سنة لم يتحدث في هذا الموضوع لكنه عندما إعتزل إعترف بإحساسه أنه جزائري .
لكنك أنت نشأت في فرنسا حتى كرويا فلماذا إخترت اللعب للمغرب ؟ عندما أكون مع عائلتي في البيت نتكلّم العربية . لكني أيضا ممتنّ لفرنسا بتكويني ، لقد لعبت في الفرق الصغرى للمنتخب الفرنسي ، وعندما كانوا يقولون لي بأن أقرأ النشيد الوطني الفرنسي (لامارسييز) لم أكن أحس بالإنتماء إليه.بينما عندما أسمع النشيد الوطني المغربي أحس أن قشعريرة تسري في جسدي.إضافة أخرى ، إسمح لي هل تاعرابت إسم فرنسي؟ أنا إنسان صريح اقول دائما ما أفكر به.
تركت منتخب المغرب مرة لعلمك بعدم اللعب كأساسي ، وفي كوينز بارك عُدتَ على متن الحافلة لوحدك لعدم رضاك على تغييرك في المقابلة ؟ الكثير مما يقال عني ليس صحيحا ، الشيء الوحيد الذي أريد تأكيده هو أنه عندما لا يُراد إشراكي كأساسي وحين أرى ان القرار ليس عادلا أغضب ولا أجد حرجا في قول ذلك .
قلت عن نفسك بالوتيللي المغربي؟ ماريو لاعب كبير ، يحترمه سيدورف كثيرا ، إنهما يتهاتفان بشكل يومي ويمزحان ، إنه لاعب يحسم نتائج المباريات في لحظة واحدة. قد يبدو خارج المباراة لساعةٍ لكن ضربة واحدة من ضرباته تجعل فريقه يفوز.
كيف ترون العنصرية في الملاعب الإيطالية؟ لحدود الساعة لم أعاين هذا السلوك لا في نابولي ،لا في جنوة ولا في سان سيرو.القاعدة هي إحترم تُحترم. أما إذا كان هناك من هو عنصري فذاك مشكلته هو. وهناك أيضا من اللاعبين من يبالغ .فأن ينعتك متفرج واحد فقط ب"الأسود" ليس مبررا لمغادرة الملعب.
ما رأيكم كمسلم ، وكلاعب سبق أن حمل قميصا مكتوب فيه "أحب الله" ، في حجاب المرأة المسلمة ؟ يجب إحترام قناعات الجميع . أمي لا تضع الحجاب بل تضع غطاء الرأس . لماذا يثير الحجاب الضجة والتنورة القصيرة لا ؟ الدين مسألة شخصية. أنا أصلي في بيتي .المشكل يكمن في التطرف . وهذا يسري على كل الديانات ،على المسيحية واليهودية أيضا.
رمضان كان دائما عائقا أمام الإستعداد الجيد للمقابلات بالنسبة للاعبين المسلمين؟ هذه السنة سياتي في يونيو و سيتصادف مع نهاية الموسم .
ما هي تطلعاتك المستقبلية ؟ التركيز على بلوغ أهداف عليا ،. لقد ضاعت مني أربع سنوات من عمري . لا يمكنني أن أضيع المزيد من الوقت . الميلان هي فرصة الحياة ، التي يجب أن أستغلها جيدا.