بعد اعتصام دام شهرا كاملاً، خرج العمال المنجميون من نفق منجمي "سيدي احمد" و"اغرم أوسار"، بمنطقة تيغزة في مريرت، تجاوبا مع محضر وقعته نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، خلال اجتماع جمع ممثليها بمدير شركة "تويست" ومدير الطاقة والمعادن والمدير الإقليمي لوزارة التشغيل، أمس الخميس، بمقر عمالة خنيفرة. وأوضح مصدر نقابي أن فك الاعتصام جاء بعد توقيع محضر يلزم الشركة بالتجاوب مع مطالب المنجميين، ويفرض عليها تنفيذ مطالب معينة على رأس كل شهر، وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ قانون مدونة الشغل. وأضاف المصدر، في تصريح ل"اليوم24″، أن الشركة اشترطت التفاعل مع مطالب المعتصمين بفك الاعتصام، لأنها، على حد تعبيره، لا يمكن أن تتفاوض تحت الضغط، كما عبرت عن نيتها في التنازل عن متابعة المنجميين قضائيا. واستدرك النقابي، بلغة لا تخلو من الاستسلام: "أردنا إخراج العمال من تحت الأرض، والحقيقة أننا لم ننتصر، وإنما خرجنا تعادل". مصادر محلية أكدت ل"اليوم24″، أن فك الاعتصام هو بمثابة انهزام للمعتصمين، لأن المحضر الموقع بمقر العمالة، يخفي حقائق يجهلها من كانوا تحت عمق 600 متر، وكأن التاريخ يعيد نفسه، على اعتبار أن محضر 2016، يضيف المتحدث نفسه، صيغ بالكيفية التي صيغ بها محضر ماي 2017، مما يعني "تبخر حلم تنفيذ مضامينه". وكان المنجميون قد دخلوا في اعتصام مفتوح تحت الأرض منذ مطلع شهر أبريل، للمطالبة بتنفيذ محضر 2016، وإلزام الشركة المنجمية بتفعيل بنود قانون مدونة الشغل، وتطبيق مقتضيات قانون المناجم.