تسببت الأمطار الطوفانية الرعدية، التي تهاطلت بقوة منذ مساء يوم الجمعة الأخير بعدد من المناطق، وخصوصا بالأطلس في جرف تلميذ في ربيعه ال12، خلال محاولته المرور مترجلا عبر إحدى الشعاب نحو سكنى عائلته بضواحي مدينة خنيفرة، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع عقب مغادرته للقسم الداخلي لثانوية محمد السادس، والتي يتابع فيها سنته الأولى إعدادي. وقالت مصادر قريبة من الموضوع ل"أخبار اليوم"، إن الأمطار الرعدية القوية، أدت إلى ارتفاع منسوب مياه بالشعاب فاجأت التلميذ وهو في طريقه إلى بيت أهله وجرفته بقوة، حيث قامت عائلته بإشعار السلطات والوقاية المدنية بمدينة خنيفرة للبحث عنه وإنقاذه لكن بدون جدوى، إلى أن عثرت عائلته بمساعدة سكان قريته صبيحة يوم أول أمس السبت، على جثته عالقة بغصن شجرة قريب من أحد الأودية التي تخترق المنطقة. وأضافت نفس المصادر أن عائلة الطفل، امتنعت من تسليم جثة ابنها للسلطات المحلية، بغرض نقله إلى مستودع الأموات وإخضاع جثته لعملية التشريح الطبي بأمر من النيابة العامة، قبل إعادة الجثة لأهله والسماح لهم بدفنه، حيث بررت العائلة، استنادا إلى مصادر الجريدة، رفضها باتهامها للسلطات بعدم بذل أي مجهود لإنقاذ طفلها عقب جرفه من قبل السيول وتخليها عن البحث عنه، في مقابل تطوع أهل القرية بوسائلهم البسيطة بحثا عنه إلى أن عثروا عليه. هذا، وخلفت الأمطار الطوفانية التي شهدتها منطقة الأطلس المتوسط على الخصوص، خسائر مادية جسيمة، حيث تسببت في قطع الطرق والمسالك الترابية بالجماعات القروية، فيما أربك ارتفاع منسوب مياه الأودية التي تخترق عددا من الطرق الوطنية والإقليمية والمحلية بالأطلس، (أربك) حركة السير وأدى إلى انزلاق العربات على الطرقات بخنيفرة وإفران وإيموزار وأزرو نتيجة تدفق مجاري الوديان في الطرق والمسالك. وأفادت مصادر "اليوم 24" من خنيفرة، أن حركة السير توقفت بشكل كلي مساء يوم الجمعة الأخير بالنقطة الكيلومترية رقم 7 على الطريق الوطنية رقم 8 في اتجاه "تيغسالين"، والتي تحولت إلى بحيرة كبيرة عقب تجمع المياه بأحد ممراتها، مما تسبب في تكدس العربات بالطريق في قافلة طويلة، قضوا أزيد من 3 ساعات هناك، قبل أن تتدخل مصالح مندوبية التجهيز بخنيفرة لفتح الطريق. للإشارة لم تنج المحاصيل الفلاحية من الإتلاف بسبب السيول الجارفة للأمطار الرعدية، والتي فاجأت الفلاحين، حيث تضررت العديد من الضيعات بمنطقة الأطلس، وخصوصا بضيعات أقاليم خنيفرة وإفران وميدلت، وبالتحديد بآزرو وميدلت و"اغبالو" بقلب الأطلس المتوسط، والتي تضررت فيها محاصيل الحبوب بشكل لافت، إضافة إلى التفاح بضيعات إقليم ميدلت خاصة، كما جرفت المياه عددا من الأشجار المثمرة، وألحقت أضرارا جسيمة بحقول الفواكه الصيفية، والتي يعول عليها فلاحو منطقة الأطلس كالمشمش والخوخ والفراولة والبطيخ والشمام والعنب وغيرها.