تسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت أمس الخميس بمناطق متفرقة بالمغرب، في سقوط أول ضحية للموسم الشتوي، وهو طفل في ربيعه ال12، جرفته مياه وادي يخترق حيا بمدينة مولاي إدريس زرهون ضواحي مكناس، عقب محاولة الطفل المرور نحو مقر سكنى عائلته على الضفة الأخرى من الوادي، عائدا من المدرسة، إلا أن ارتفاع منسوب المياه فاجأه وجرفته بقوة. وعلم "اليوم24″ من شهود عاينوا الحادث، أن الحاضرين حاولوا مساعدة الطفل على النجاة، لكن قوة التيار الجارف للمياه حال دون ذلك، فيما حضرت إلى عين المكان عناصر الوقاية المدنية، والتي شرعت في البحث عن الطفل المفقود، لكنهم لم يعثروا عليه حيا أو ميتا حتى الآن. واستنفرت السلطات المحلية بمولاي إدريس زرهون مجهوداتها للبحث عن جثة الطفل المفقود، كما تدخلت فرق الإنقاذ التابعة للوقاية المدنية ومصالح البلدية، لفك الحصار عن عدد من الأحياء التي حاصرتها مياه الأمطار، خصوصا بالأحياء ناقصة التجهيز، حيث تسببت الأمطار الطوفانية والسيول الطينية، في إغراق عدد من مساكنها وقطع ممراتها والتي تعطلت فيها حركة السير والجولان. وبمدينة فاس، والتي تهاطلت بها كميات هائلة من الأمطار، بلغت بحسب مديرية الأرصاد الجوية، أزيد من 43 مليمترا، مما أدى إلى حدوث فيضانات وسيول متدفقة، أغرقت أحياء حديثة البناء بمدينة فاس، من ضمنها تجزئة عصام بحي الوفاق بعين السمن، القريب من مخرج الطريق السيار " فاس – مكناس"، بعد أن غمرت المياه أقبية عدد من العمارات والشقق بالطابق الأرضي. وتسببت السيول المطرية في تحويل ساحات بالعاصمة العلمية، بمختلف أحيائها وأزقتها وشوارعها، إلى برك مائية ومستنقعات تجمعت بها مياه الأمطار، مما أربك حركة المرور بالعديد من الطرق بالمدينة القديمة والجديدة، وذلك بسبب اختناق قنوات صرف مياه الأمطار. وأعزى سكان حي الوفاق بحي عين السمن، وأحياء أخرى بمدينة فاس تضررت بنسب متفاوتة من تسرب المياه إلى محلاتهم السكنية، سبب هذه الفيضانات إلى عدم لجوء الشركة صاحبة التدبير المفوض لقطاع النظافة بفاس، "لارادييف"، إلى الاستعداد لموسم الأمطار الذي بدا مبكر هذه السنة، وتأخرها في تنقية مصارف الصرف الصحي والمجاري المخصصة لمياه الأمطار.