تسببت الأمطار الطوفانية الجديدة التي تهاطلت نهاية الأسبوع بعدد من مدن المملكة، في مصرع امرأة وطفل بكل من تيزنيتوالصويرة، وتحدثت مصادر من الناظور عن فقدان طفلين جرفتهما السيول ببلدة العروي، ولم يجر العثور عليهما. وعلم من السلطات المحلية أنه جرى العثور على طفل يبلغ من العمر13 سنة قضى غرقا، جراء التساقطات الغزيرة المسجلة ليلة الجمعة – السبت في دائرة تامنار بإقليم الصويرة. وجرى اكتشاف جثة الضحية، وهو تلميذ يقطن بدوار ايسكوغرور بالجماعة القروية سيدي احمد اومبارك، ظهر أول أمس السبت، في مجرى للمياه، غمرته التساقطات المطرية. وأوضح المصدر ذاته أنه جرى فتح الطرقات التي انقطعت بها حركة المرور في الإقليم، وأن الوضعية عادت إلى حالتها الطبيعية. وسبق للتساقطات العاصفية التي ضربت، أخيرا، بعض مناطق الإقليم، أن تسببت في مقتل طفل يبلغ من العمر 14 سنة، لقي مصرعه جراء تعرضه لصاعقة رعدية، في حين توفيت فتاة تبلغ من العمر 16 سنة، جرفتها سيول أحد الأودية. وتسببت التساقطات المسجلة نهاية الأسبوع، في حدوث خسائر مادية مهمة، خاصة بأقاليم الصويرة، والحوز، وأزيلال، وشيشاوة، ووجدة، والرشيدية، وطنجة، والناظور، والدارالبيضاء، والرباط. وبالجماعة القروية تيغني، التابعة لإقليم تيزنيت، علم من السلطات المحلية أن امرأة تبلغ من العمر 28 سنة جرفتها سيول وادي بولبراج، ليلة الجمعة – السبت، حيث شهد الإقليم هطول تساقطات مطرية استثنائية ليلة الجمعة. وأفاد مصدر من الوقاية المدنية، أن التساقطات المطرية الجديدة، أضرت بالبنيات الطرقية، وكذا بعشرات المنازل في الجهة الشمالية، مشيرا إلى أن مياه الأمطار جرفت معها عددا كبيرا من رؤوس الأغنام، وألحقت خسائر مادية بالمواشي، وبالأراضي الفلاحية. كما تبين أن التساقطات المطرية القوية المسجلة في الجماعات القروية التابعة لإقليم بولمان أدت إلى وقوع فيضانات غير مسبوقة، خصوصا في الطرق القروية والإقليمية، مضيفا أن هذه الأمطار أدت أيضا إلى ارتفاع منسوب مياه وادي ملوية المحاذي للجماعة القروية سيدي بوطالب. ولم تسلم مدينتا فاس ومكناس ونواحيهما من الأمطار، التي عطلت الحركة بعدد من الشوارع، إضافة إلى اجتياح المياه بعض المنازل بحي مرجان 2 بمكناس، إذ اضطر سكانها إلى إخلائها للمرة الثانية على التوالي، بعد أن اجتاحتهم الفيضانات قبل أسبوع. كما شهدت مدينة فاس تساقطات مطرية مهمة، تسببت في خسائر جديدة بعدد من الأحياء، كالجنانات، والمدينة القديمة، كما شهدت بعض الأحياء انقطاع التيار الكهربائي خلال يوم كامل، وحسب مصدر من العاصمة العلمية، تعرضت عشرة منازل بالمدينة القديمة إلى تشققات وتصدعات خلفتها الأمطار الطوفانية، التي كانت فاس مسرحا لها يومي السبت والأحد. وتمكنت فرق الإغاثة بمختلف أنواعها من تقديم المساعدات لأزيد من 500 أسرة بعدد من الجماعات القروية بالناظور، إذ عمد رجال السلطة المحلية والوقاية المدنية إلى إجلاء المزيد من الأسر، وإيوائهم بالمؤسسات التعليمية التي امتلأت عن آخرها، وتوقفت الدراسة بها لأزيد من أسبوع. وعملت القيادة المركزية للوقاية المدنية على تعزيز عناصرها بالمدن الشمالية، قصد تقديم المساعدات الضروية، كما جرى إرسال عناصر جديدة من القوات المسلحة الملكية التابعة لمدينة الرباط، والدرك الملكي، والبحرية الملكية، لمواجهة الفيضانات الجديدة، التي تعرضت لها، بدرجات متفاوتة، العديد من القرى والدواير المتاخمة لطنجة، وتطوان والناظور. وواصلت جمعيات المجتمع المدني، تقديم مساعدات للمتضررين من الأمطار بقرى ودواوير الناظور، إذ استفادت أزيد من 500 أسرة بكل من جماعة أمهاجر، وإحقونن بجماعة بن الطيب، ومنطقة أغمير بجماعة سلوان، وجماعة بوعرك، وأحياء براقة (إمسعودن، آيت عيسى وغيرها)، وأولاد لحسن، وسيدي سالم المقبرة، وحي عريض، والفيض، وإوعليتن، وإروحيذن، وإكوناف ببلدية الناظور، وهي مناطق معزولة تتسلم إعانات لأول مرة منذ فيضانات الناظور الأخيرة. وألحقت الأمطار الغزيرة، يومي السبت والأحد، أضرارا بليغة بعدد من المنشئات بمليلية المحتلة، منها السياج الحديدي المحيط بالمدينة، الذي دمرت الأمطار أجزاء كبيرة منه، الأمر الذي استغلته مجموعة مكونة من 13 مهاجر يتحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، حاولوا، فجر أمس الأحد، العبور بالقوة إلى مدينة مليلية المحتلة عبر فجوة أحدثتها التساقطات الغزيرة. وأصيب ثلاثة من عناصر الحرس المدني الإسباني بجروح خطيرة خلال محاولتهم صد المهاجرين غير الشرعيين الذين تمكن أربعة منهم من العبور إلى مليلية المحتلة. وتأتي هذه المحاولة، وهي الرابعة من نوعها في ظرف أسبوع واحد، بعد أن نجح عشرة مهاجرين غير شرعيين في الولوج إلى الثغر المحتل. وقدمت الحكومة الإسبانية تقديم مساعدات وصلت إلى 18 ألف أورو، كتعويض للمتضررين من الفيضانات التي شهدتها مليلية المحتلة في الأيام القليلة الماضية. وقدمت المساعدات كتعويض لأصحاب المنازل التي هدمتها الأمطار، وأصحاب المنشئات التي لحقت بها أضرار بليغة، إضافة إلى أفرشة وملابس ومواد غذائية للمتضررين من الأمطار الطوفانية. وتحولت عدد من الأحياء والمناطق بالدارالبيضاء، صباح أمس الأحد، إلى مستنقعات كبيرة، حيث لم يقتصر انتشار البرك المائية وسط أزقة وشوارع الأحياء الهامشية، بل تعداه إلى أكبر شوارع المدينة، بما فيها شوارع الزرقطوني وأنفا ويعقوب المنصور وإبراهيم الروداني، كما شهد حي سيدي مومن خسائر مادية لحقت بأرصفة الشوارع وبمناطق شيدت عليها إقامات سكنية حديثة. كما شهد حي مبروكة صباح أمس اجتياح مياه الأمطار عددا من المنازل، وتسببت في عزل السكان بعد أن تكونت برك مائية يفوق علوها مترا، ولم يسلم حي الهراويين من الأمطار التي اجتاحت العشرات من المنازل الواطئة، إضافة إلى الأوحال التي عطلت الحركة بالحي المذكور.. وخلقت الأمطار الطوفانية المصحوبة بالبرق والرعد بالعاصمة الرباط، جوا من الرعب والفزع في نفوس العديد من السكان، بعد أن تهاطلت صباح أمس الأحد بغزارة، متسببة في غلق عدد من قنوات الصرف الصحي والبالوعات. صور من حي براقة صور من سلوان