كوبا راوول كاسترو تخرج أخيرا عن صمتها، وتوجه الشكر للملك محمد السادس على دعمه لها وتطمئن في البوليساريو في نفس الوقت. هذا ما كشفه مقال مطول تحت عنوان "كوبا -المغرب: الإرادة السياسية لبناء الجسور"، نشرته صحيفة "غرانما" الناطقة الرسمية باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، التي يشغل فيها الرئيس الكوبي الحالي، راول كاسترا، منصب الأمين العام. المقال الذي نُشر بغية التوضيح للكوبيين بعض "التأويلات الخاطئة" بعد قرار البلدين استئناف العلاقات الثنائية، يوضح قائلا: "قرار الحكومة الحالية بالمغرب يُعتبر جزءا من تنفيذ التوجيهات الملكية نحو دبلوماسية نشطة ومفتوحة على شركاء ومناطق جغرافية أخرى"، مضيفا: "كوبا تقيم وتشكر الدعم المغربي في الأممالمتحدة منذ سنة 2006، من خلال التصويت ضد الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض من قبل أمريكا". كوبا أشادت أيضا بعدم وضع المغرب أي شروط بخصوص فتح سفارتين للبلدين في كوبا والرباط بالقول: "الخطوة التي قام بها المغرب، المتجسدة في إعادة العلاقات الدبلوماسية بدون شروط، استجابت لها كوبا"، وبهذا "تم إنهاء 37 عاما من القطيعة التي اتخذتها الحكومة المغربية بشكل أحادي في 22 أبريل 1980، معزية ذلك إلى اعتراف الحكومة الثورية الكوبية" بجبهة البوليساريو، وكذلك فتح سفارة لها بالعاصمة هافانا. المقال يكشف أن "موقف كوبا يسعى إلى إرساء أسس لعلاقات قائمة على المنفعة المتبادلة مع المملكة المغربية، وفقا للمبادئ والمقاصد المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي، وبما يتفق مع روح القواعد المنصوص عليها في اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية من 18 أبريل 1961". وأضاف أن هذه المبادرة خطوة للتعايش بين المغرب والبوليساريو، وقال"من خلال المبادئ التوجيهية المتفق عليها (بين مسؤولي البلدين)، يتم التأسيس لتعايش حضاري بين السفارة المستقبلية للمغرب وسفارة البوليساريو المعتمدة في هافانا"، مبينا أن هذا التعايش سيكون شبيها بما هو "قائم اليوم في قلب الاتحاد الإفريقي وفي بلدان أخرى من هذه القارة والعالم". ولوحظ في المقال غياب بعض المفردات والمفاهيم المسيئة لوحدة المغرب الترابية، والتي كانت تستعملها السلطات الكوبية قبل الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس، مؤخرا، إلى كوبا، وهي الزيارة التي كانت حاسمة في عودة العلاقات مع بلد كاسترو، أحد أكبر قلاع البوليساريو في العالم. جريدة كاسترو وجهت، كذلك، رسائل اطمئنان إلى البوليساريو بالقول: "السلطات الكوبية تحافظ على موقفها التضامني والثابت تجاه تقرير المصير في الصحراء"، مبينا أنها "سوف تستمر في تقديم دعمها لمئات الشباب الصحراويين في المراكز التعليمية، وفي مساعدة المتعاونين الكوبيين في مجالات الصحة والتعليم".