يقترب الاستقلاليون تدريجيا من معارضة حكومة سعد الدين العثماني من داخل البرلمان، بعدما كان المجلس الوطني لحزب الاستقلال قد اتخذ قرارا يقضي بالمساندة الديمقراطية لحكومة عبد الاله بنكيران قبل إعفائه. وفِي هذا السياق، قال رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، عبد السلام اللبار "إننا في الفريق الاستقلالي لن نقدم شيكا على بياض للحكومة". وأضاف اللبار أن "أصوات البرلمانيين الاستقلاليين ليست ذروعا احتياطية، أو أصواتا إضافية، ولا أرقاما عددية، بل هي قوة سياسية حقيقية.. هي حزب الاستقلال، بكل عمقه التاريخي ووزنه السياسي ووطنيته الصادقة، التي دفعت الحزب الى اتخاذ الموقف الشجاع والسليم في التوقيت المناس بعيدا عن لغة المكاسب والمغانم". وشدد المتحدث خلال كلمة الفريق في إطار مناقشة البرنامج الحكومي، بالقول "قد نكون في حزب الاستقلال غير ملزمين بالمساندة، لأن المرجع في تحديد توجهنا كان هو حماية الشرعية الانتخابية وتعبيد الطريق السالكة أمام المسار الديمقراطي في البلاد"، في إشارة إلى أن حزب الاستقلال كان قرر مساندة بنكيران في سياق حرصه على تشكيل حكومة تعبر عن نتائج 7 أكتوبر قبل إعفائه. وأوضح اللبار أن الاستقلاليين قد لا يصبحون ملزمين بمساندة الحكومة بالنظر إلى أنه "جرت مياه كثير تحت الجسر، لتفرز لنا حكومة هي على ما هي عليه اليوم". وأضاف "نكاد نجزم بأن هذه الحكومة بعيدة بعد السماء عن الأرض عن ما كان يتطلع إليه الشعب المغربي والرأي العام، ولما كان مطلوبا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المغرب..". واعتبر رئيس الفريق الاستقلالي بالغرفة الثانية أن راه حزب علال الفاسي الاساسي هو "احترام تعاقدنا مع الشعب من أجل حماية الشرعية الانتخابية، وتوطيد دولة الحق والقانون، والدفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية والتعادلية الاقتصادية والإنصاف والمساواة والمناصفة والمواطنة الحقة". وختم بالقول إن الفريق الاستقلالي "سيستمر في لعب دوره كاملا كقوة اقتراحية تبتغي النهوض بقضايا المواطنين وتحصين مكتساباته وتقويم اختلالات السياسات العمومية وتجويدها في اطار الادوار الدستورية المكفولة له".