تحديات أمنية كبيرة تواجه المملكة في ظل سياسية الهجرة المفتوحة التي تعتمدها في السنوات الأخيرة لاستقبال وتسوية وضعية المهاجرين الأفارقة في منطقة مضطربة أمنية تعرف تزايد نشاطات الجماعات الجهادية في الساحل. إذ أن الأجهزة الأمنية تواجه تحدي التمييز بين الجهاديين المشتبه فيهم والمهاجرين، أو بعض المهاجرين الذي مروا، طوعا أو كرها، من معسكرات التنظيم الإرهابي "بوكو حرام" التابع ل"داعش"، حيث خضعوا للتدريب على القتال وحمل السلاح. غابرييل ديفتا، مهاجر نيجيري يقيم في المملكة ويبلغ من العمر 27 عاما. التحق بالتنظيم "بوكو حرام" منذ أن كان طفلا صغيرا، لكن ليس حبا في التنظيم، بل وجد نفسه معسكرات "بوكو حرام" بعد أن اختطفه رفقة أسرته. اختطاف الأطفال الصغار من قبل بوكو حرام في من أجل إعداد الخلف ظاهرة معروفة في نيجيريا والتي ذهب ضحيتها آلاف الأطفال. يحكي غابرييل أن الفظائع التي كان يشهدها في معسكرات التنظيم دفعته إلى الهروب رفقة والدتها وأخته، لكن الهروب كلفا ثمنا غاليا، إذ قتل التنظيم شقيقه انتقاما منهم. بعد معسكرات بوكو حرام انتقل غابرييل إلى الكاميرون ومنها إلى النيجر والجزائر وصولا إلى المغرب. لم يكن يرغب في الاستقرار في المملكة، بل كان حلمه بلوغ الفردوس الأوروبي. حاول العبور بشتى الطرق إلى إسبانيا، ويبقى أكبر كابوس عاشه بعد "بوكو حرام" كان في شمال المملكة بعد أن نجا بأعجوبة من محاولة التسلل سباحة إلى سبتة سنة 2014، وهي المحاولة التي سجلت مصرع 14 مهاجرا، حسب إذاعة "كوبي" الإسبانية التي أجرت حوار مع غابرييل خلال استقبال في المعهد الإسباني بالعرائش بغية عرض لوحات فنية رسمها بيده. القدر جعل غابرييل يتحول من مشروع "جهادي" بمعسكرات بوحرام إلى رسام في المغرب. وعن سقوط في أيدي بوكو حرام يكشف غابرييل قائلا:"يدخل بوكو حرام إلى مختلف البلدات ويبحث عن أسر متعددة الأفراد ولديها ابناء صغار، حيث يبتز الآباء الذين يجدون أنفسهم مضطرين لمنحهم فلذات أكبادهم"، وعن مصير المختطفين يشير قائلا:"يستعملون الإناث كقنابل إنسانية، فيما يجندون الذكور ويدربونهم على استعمال الأسلحة". وعن كيفية الهرب يقول:"في البداية هربت إلى الكاميرون رفقة أسرتي، من بعد وصلت إلى النيجر، ومن هناك دخلت في طريق الهجرة السرية إلى أن بلغت المغرب"، وأضاف أنه لكي يصل إلى المملكة دفع مقابل مادي لشبكات التهريب التي تنشط في الطريق. يتواجد غابرييل في المغرب منذ خمس سنوات، إذ بعد استفادته من من برنامج تسوية وضعية المهاجرين الأفارقة لم يعد يفكر في مغادرة المغرب. أكثر من ذلك تحول إلى رسام ماهر للوحات تعبر عن ما عاشه. في هذا يقول:"لم أكن أميل إلى الرسم، لكن أجد اكتشفت أن أرتاح له ويمنحني فرصة للعمل وإخراج كل ما بداخلي. أرسم أزمة المهاجرين بسبتة وآهات الأطفال والنساء".