تثير الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس رفقة الأسرة الملكية إلى دولة كوبا، منذ يوم الجمعة الماضي، جدلا واسعا في أوربا وأمريكا ألاتينية، نظرا لكون هذه الجزيرة الشيوعية تعتبر أكثر ألذ أعداء الوحدة الترابية والداعمة لأطروحة البوليساريو التي تقف خلفها الجزائر. تقرير لصحيفة "إلموندو" الإسبانية تحت عنوان "عطلة ملك المغرب المثيرة للجدل في "عدوته" كوبا"، كشف أن الزيارة الخاصة للجالس على العرش إلى كوبا تدخل في إطار "العطل الدبلوماسية"، في إشارة إلى إمكانية محاولة الملك اختراق واحدة من أعرق قلاع البوليساريو في أمريكا اللاتينية، على غرار الاختراقات الملكية في القارة الإفريقية. التقرير أوضح، كذلك، أن الزيارة يمكن أن تبدو للبعض عادية نظرا لكثرة الزعماء الأجانب الذين يزرون كوبا منذ أن طبعت علاقاتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في أواخر سنة 2014، لكنها استثنائية فعلا، نظرا إلى العداوة التاريخية الموجودة بين البلدين، بسبب دعم كوبا للأطروحة البوليساريو والجزائر. وأبرز أنه رغم الأهمية التي تكتسيها زيارة الملك محمد السادس رفقة عقيلته لالى سلمى وولي العهد الامير مولاي الحسن والأميرة لالى خديجة، إلا أن السلطات الكوبية لم تعطيها الاهتمام الكافي وأن الإعلام الرسمي الكوبي لم يتوقف عندها تقريبا. وأورد التقرير، نقلا عن مصدر في الفندق الفخم "سارتوغا" الذي نزلت فيه الأسرة الملكية، أن هذه الأخيرة حجزت كل مرافق الفندق لمدة عشرة أيام، مبينا أن الملك وأسرته والوفد المقرب منه يقيمون في ثلاث طوابق. ورغم الصمت السلطات الرسمية الكوبية بخصوص زيارة الملك، إلا أنها وضعت رهن إشارته والوفد المرافق له سيارات سوداء راقية مخصصة للدبلوماسيين والمسؤولين السامين الحكوميين، علاوة على الحراسة والمراقبة الشديدتين بالفندق الذي يقيم به ومحيطه. التقرير نقل بعض الإشاعات التي تروج في شوارع العاصمة الكوبية "هافانا" بخصوص زيارة الملك، منها الحديث عن كون الملك صرف 10 ألف دولار في متجر لبيع الساعات، فيما آخرون يروون أن الملك ذهب لكوبا للاسترخاء.