هل تصلح السياحة ما أفسدته السياسة في العلاقة المغربية الكوبية، منذ 37 سنة، بسبب دعم الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو لجبهة البولساريو؟ وهل تكون كوبا بداية اختراق جديدة للملك محمد السادس لمعاقل البوليساريو في أمريكا اللاتينية على غرار الاختراقات الأخيرة في إفريقيا؟ هذا ما يتحدث عنه المتتبعون للعلاقات المغربية الإسبانية، والأمريكولاتينية بعد الزيارة الخاصة، التي يقوم بها الجالس على العرش، منذ يوم الجمعة الماضي، إلى كوبا، والتي من الممكن أن تتحول إلى زيارات عمل لمجموعة من البلدان الأمريكية اللاتينية، حسب صحيفة "الكونفيدينثيال" الإسبانية، ومواقع "سبير كوبا"، و"إيكسيلينثياس كوبا"، و" caribbeannewsdigital" الكوبي. المصادر ذاتها كشفت أن الملك محمد السادس أقلع، مباشرة بعد صلاة الجمعة بمسجد مولاي إدريس بمدينة الدارالبيضاء، حوالي الساعة الخامسة والنصف من مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء على متن طائرة بوينغ الملكية، صوب العاصمة الكوبية "هافانا"، حيث كان مرفوقا بعقيلته الأميرة لالة سلمى، وولي العهد مولاي الحسن، والأميرة لالة خديجة، إلى جانب الوفد المرافق له، الذي انتقل إلى كوبا على متن ثلاث طائرات. وستكون العاصمة "هافانا" هي المحطة الأولى للملك، والوفد المرافق، حيث نزلوا في الفندق الفخم ""ساراتوغا"، المعروف في المدينة القديمة في العاصمة. وسينتقل الملك بعد ذلك إلى أرخبيل "حدائق الملك" وبالضبط جزيرة "كايو سانتا ماريا" الرائعة، والشهيرة، التي يزورها عدد كبير من أثرياء، ومشاهير العالم، والتي تمتد على 21 كيلومترا مربعا. موقع "سبير كوبا" كتب أن الملك محمد السادس "يغلق" فندق "ساراتوغا"، في إشارة إلى تخصيص الفندق بأكمله للملك وللأسرة الملكية. مصدر من الفندق، رفض كشف هويته، أوضح للموقع الكوبي أن زيارة الملك محمد السادس، وأسرته، هي سبب تشديد المراقبة في محيط والشارع المجاور لفندق "سارتوغا". المصدر ذاته كشف، أيضا، أن الأمر لا يقتصر على تشديد المراقبة، بل أشار إلى أن "ملك المغرب دفع تكلفة نقل وإيواء في فندقين "ناسيونال"، و"باناما" بالعاصمة جميع السياح النازلين بفندق "ساراتوغا، لكي يكون متاحا له وحده"، فيما الموظفون، والعمال المرافقين للملك نزلوا بفندق "تيليغرام" القريب من " Parque Central " في العاصمة. فندق سارتوغا. وأضاف أن سبب الزيارة غير المتوقعة في ظل القطيعة الدبلوماسية بين البلدين منذ 37 سنة، يمكن أن يكون الاحتفال بعيد ميلاد الأمير مولاي الحسن، الذي سيكمل 14سنة في 8 ماي المقبل. وإذا صدق هذا الزعم، فإن زيارة الملك إلى كوبا قد تمتد إلى أكثر من شهر. جزيرة كايو سانتا مصادر أخرى أوضحت أن الملك ممكن أن يكون انتقل، يوم أول أمس السبت، من العاصمة هافانا إلى جزيرة كايو سانتا ماريا"، وأنه لأسباب أمنية محضة لم يحدد الفندق، الذي سينزل فيه. وأردف، نقلا عن مصادر تنظيمية للرحلة، أن الملك سيزور المدينة السياحية "فاراديرو"، التي تبعد على العاصمة "هافانا" ب130 كيلومترا. وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة "الكوفيدينثايال" أن السلطات الكوبية وافقت على رغبة الملك في قاء العطلة بالجزيرة، لكنها أرسلت في الوقت سفيرها بالجزائر، راوول بارزاغا نافاس، إلى تيندوف، حيث أخبر إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، أنهم رخصوا للملك بقضاء العطلة، لكن ذلك لا يعني "تغيير موقف كوبا حيال نزاع الصحراء". يذكر أن كوبا تعتبر أكبر الداعمين لأطروحة البوليساريو. ومن جهة ثانية، يلاحظ أن وسائل الإعلام الرسمية، وغير الرسمية الكوبية لم تتابع بما يكفي زيارة الملك إلى كوبا. رمال جزيرة كايو سانتا