كان لافتا للانتباه عندما حل مطران القدس عطا الله، المسيحي الفلسطيني، في بيت عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حينما دعا مطران القدس، بنكيران بأن يتجند للدفاع عن قضايا فلسطين بعدما اقترب أجل تسليم بنكيران مفاتيح القيادة لخلفه سعد الدين العثماني، (كان لافتا) مقاطعته من قبل عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي كان ضمن الوفد، الذي زار بنكيران في بيته، مساء الجمعة الماضي، بالقول إن تسليم المفاتيح سيكون "في الحكومة وبس". وجاء ذلك في مقطع فيديو نشر حديثا يوثق للزيارة، التي نفذها مطران القدس، ووفد لبناني، ومغربي لبيت بنكيران في زيارة خاصة، مساء الجمعة الماضي. ولا تخلو إشارة حامي الدين من كون "بنكيران الزعيم" في حزب البيجيدي سيبقى خاضرا، وفاعلا أساسيا في المشهد السياسي والحزبي، وداخل حزب العدالة والتنمية، ولن يتقاعد كما يتوقع بعض. وكان بنكيران قد نفذ أول خرجة إعلامية له بعد إعفائه من قبل الملك محمد السادس، في أربعينية المرحوم محمد بوستة، الزعيم التاريخي لحزب الاستقلال، والتي وصفت من قبل رواد التواصل الاجتماعي، وبعض المحللين السياسيين، بالقوية، والشرسة، وبأنها تؤكد أنه لن يتقاعد عن العمل السياسي بخلاف ما يتوقعه بعض المتتبعين. وهذه الخرجة، حسب مصطفى اليحياوي، المحلل السياسي، والمتخصص في الجغرافيا السياسية، تؤكد أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعفى، "بدأ يتحول بإصرار إلى مناضل (شرس) ضد كل هؤلاء، الذين أرادوا للمغرب أن يعود إلى زمن (الحظوة المخزنية)، حيث مصالح المال تعاود الانتعاش". وأضاف يحياوي في تدوينة فيسبوكية "أنه بعد أن تأكد أن منطق التردد قد انتصر في إنهاء أمل شرائح عريضة، وثقت بجدوى صناديق الاقتراع في انتقال سياسي هادئ نحو الديمقراطية، يظهر بنكيران أكثر "شراسة". واعتبر يحياوي أن "كلام بنكيران يؤسس لأرضية فكرية لكتلة (جبهة)، الممانعة، التي لا محالة ستجد لها مسوغات عدة لتقدم نفسها في المنظور القريب بديلا شرسا لهؤلاء القادة، ولأحزابهم المتهالكة بفعل الانبطاح، الذي طبع المشهد السياسي، خلال المدة الأخيرة".