كشف مطران القدس الأب عطا الله حنا، أن جل المؤتمرات التي تنظم عن القدس في العالم والأموال التي تُرصد لها، لا يصل منها شيء إلى المدينة المقدسة، سوى خطابات وكلام فقط. وقال رئيس سبسطية أساقفة الروم الأرثودوكس في القدس، إن "200 مليار من أمول العرب النفطية التي صُرفت من أجل الحرب والخراب في سوريا واليمن وليبيا، لو تم صرفها من أجل القدس لكنا حررنا فلسطين عشر مرات". وأضاف خلال ندوة تحت عنوان "فلسطين بعد 100 عام من وعد بلفور.. الخلاصات والمسارات"، أمس السبت بكلية العلوم بالرباط، أن تحرير فلسطين يحتاج لقرار استراتيجي من طرف الدول العربية، وهو ما لم تتخذه الأنظمة العربية، معتبرا أن "النصر نحن من يجب أن نصنعه بأنفسنا". وتابع قوله: "قبل 40 عاما قال الزعماء العرب هنا في قمة الرباط، إن فلسطين هي قضية العرب الأولى، وأنا أسائلكم هل لا زالت هي قضيتكم الأولى، لقد جئنا إلى المغرب لنذكر العرب بمسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية، لأنها إذا كانت فعلا هي قضية العرب الأولى فهم قادرون على تحريرها". وأوضح أن القدس لن تعود للعرب إلى بوحدة الأمة وتضامنها ضد العنصرية الصهيونية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية ليست قضية المسلمين وحدهم، بل قضية المسيحيين أيضا، لافتا إلى أن المسيحية في القدس ليست مستوردة من الغرب، بل تنبع من مهد المسيح، وفق تعبيره. وهاجم المتحدث الحملات الصليبية التي كانت تستهدف القدس عبر التاريخ، مشيرا إلى أن هذه الحملات كان هدفها الأساسي اقتلاع الجذور الأصلية للمسيحيين الفلسطينيين، ونفس الأمر مع المسلمين، حسب قوله. يُشار إلى أن هذه الندوة شارك فيها أيضا كل من المفكر الفلسطيني منير شفيق، والباحث اللبناني معن بشور، والنقيب المغربي عبد الرحمان بن عمرو، وذلك ضمن فعاليات الحملة الشعبية الوطنية لمؤوية وعد بلفور وذكرى يوم الأرض. وكان الوفد الفلسطيني واللبناني المشارك في هذه الحملة بالمغرب، قد شارك في عدة انشطة خلال هذه الأيام بالرباط، أبرزها مهرجان تأبين مطران القدس الراحل "هيلاريون كابوتشي"، وحفل تأبين القيادي الاستقلالي امحمد بوستة، إضافة إلى زيارات لبيت رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني، ورئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الإله بنكيران، وعدد من قادة الأحزاب والشخصيات السياسية بالمغرب.