في سابقة من نوعها، خرج مدمنون على المخدرات الصلبة في طور العلاج، بوجه مكشوف لمواجهة الجمهور والمسؤولين، نهاية الأسبوع المنصرم، بمدينة طنجة، خلال حفل اللقاء الختامي مع صناع القرار حول مأسسة مسار التكفل بمتعاطي المخدرات، والذي ترعاه جمعية حسنونة. وعرف الحفل الختامي حضور والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، محمد اليعقوبي، ونائبة عمدة طنجة، فاطمة بلحسن، ومنتخبين، وفعاليات المجتمع المدني، ومسؤولين تربويين، ومرشدين دينيين من المجلس العلمي المحلي، وهي الهيئات التي عقدت معها جمعية حسنونة عدة لقاءات تواصلية، بهدف إشراكهم في مشروع الوقاية من تعاطي وإدمان المخدرات. وتقدم مجموعة من متعاطي المخدرات الصلبة، أمام المسؤولين والجمهور، لسرد معاناتهم المريرة، طيلة مرحلة الأسر في شرك أكثر أنواع المخدرات فتكا بمستعمليها، وأكثر خطورة على المحيط العائلي والاجتماعي لمدمنيها، ليدقوا ناقوس خطر تفشيها في المجتمع، وامتدادها إلى الأطفال القاصرين وتلاميذ المدارس، حسب قولهم. وجاء في شهادة مدمن سابق على الهيروين والكوكايين، اسمه بلال كما قدم نفسه للحاضرين، أنه "في الوقت الذي نجلس نحن هنا في هذه القاعة الجميلة، يوجد الآن عشرات الأشخاص لم يحالفهم الحظ مثلنا للاستفادة من برامج جمعية حسنونة، يدخنون المخدرات الصلبة، في أماكن بعيدة عن أعين الناس، وهناك عشرات آخرين في قبضة الأمن، سيتم تقديمهم للمحاكمة". وطالب بلال المسؤولين الحاضرين بزيادة المرافق الطبية والاجتماعية الخاصة بمعالجة المدمنين، وإضافة موارد بشرية متخصصة، لأن حجم متعاطي مخدر الهيروين بمدينة طنجة في تزايد هائل، حسب قوله، بحيث لن تتمكن معه الجمعية من مواكبة عدد المدمنين الذين يسقطون في شرك هذا المخدر كل يوم. وانتقد المتحدث المقاربة الأحادية في التعاطي مع مدمني المخدرات الصلبة، مثل الهيروين، قائلا إن الاكتفاء بعقوبة السجن ليست حلا، وإنما تزيد وضعية المدمن سوءا إذا لم يصاحبها توفير الدواء البديل، لتعويضه جرعات المخدرات، ثم تقديم العلاجات الضرورية، وإدماجه في أنشطة إنتاجية، لإخراجه من دائرة الفراغ المسبب للإدمان. وأيدت مداخلات أخرى لمدمنين آخرين في طور العلاج، كلمة زميلهم بلال، مطالبين المسؤولين بتكثيف المجهودات لإنقاذ مئات الضحايا ينتظرون دورهم في قوائم الانتظار، للاستفادة من العلاج، كما طالبوا المجتمع المدني بتكثيف حملاته التحسيسية بمخاطر آفة المخدرات الصلبة، التي حولت حياتهم إلى جحيم، حسب قولهم، قبل أن يعود إليهم الأمل في حياة مستقرة بعد استفادتهم من برامج مركز حسنونة لمتعاطي المخدرات. من جانبها، قالت فوزية بوزيتون، منسقة مركز الموارد والتكوين في مجال تقليص المخاطر بجمعية حسنونة، إن برنامج "الترافق من أجل مقاربة تقليص المخاطر وإعادة الإدماج الاجتماعي والمهني لمتعاطي المخدرات"، يتطلب العمل بمقاربة الوقاية وتغيير سلوك الفرد وتبني السلوك الوقائي، وعدم إصدار الأحكام المسبقة ورفض الآخر. وتجدر الإشارة إلى أن جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات، تسهر على علاج حوالي 900 مدمن على الهروين، بتقديم الدواء البديل في مركزي "أدرادب" و"بئر الشفا"، في الوقت الذي ينتظر فيه حوالي 1800 مدمن دورهم في لوائح الانتظار، بسبب قلة الأطر الطبية والتربوية في المركزين.