عاد شبح الجهاديين المغاربة، الذين نفذوا، بشكل مباشر أو غير مباشر، اعتداء مدريد يوم الخميس الأسود 11 مارس 2004، الذي خلف 191 قتيلا، و1700 جريح، إلى الواجهة، نهاية الأسبوع الماضي، بمناسبة الذكرى ال13 لما يعرف بأكبر اعتداء إرهابي في تاريخ إسبانيا، وأوربا في العقود الأخيرة. تقارير إعلامية، وقضائية إسبانية كشفت أن عدد الجهاديين المغاربة المحكومين على خلفية هذا الاعتداء بلغ 15 مدانا بعقوبات تتراوح ما بين 10 سنوات، و42 سنة سجنا نافذا. وبعد الاعتداء، كان قد تم الاستماع إلى عشرات المغاربة، أغلبهم تمت تبرئتهم. والتقارير ذاتها أشارت، أيضا، إلى أنه من أصل 13 مغربيا محكوما بالتورط في الاعتداء، 8 لايزالون يقبعون في السجون الإسبانية وواحد في المغرب، بينما تم إطلاق سراح 5 جهاديين بعد استفاء العقوبة السجنية، في حين تمت تبرئة مغربي واحد بعد الحكم عليه. رافائيل غوميث مينور، مفوض الوحدة المركزية للاستخبارات الخارجية الإسبانية خلال الاعتداء، أوضح في حوار مع "كادينا سير"، أول أمس السبت، أنه "من الممكن أن يكون المغاربة حذروا رئيس الوحدة المركزية للاستخبارات الخارجية الإسبانية" من إمكانية قيام بعض الجهاديين المغاربة باتصالات مع عائلاتهم في المغرب بعد الاعتداء. وهو الشيء الذي مكن الأمن الإسباني من اكتشاف شقة "ليغانيس"، التي كان يتحصن بها الجهاديون، وتجنيب إسبانية حمام دام ثان. المسؤول ذاته أوضح، أيضا، أنه كان يتعقب قبل الاعتداء مجموعة من الجهاديين المغاربة، المشكوك فيهم، مثل جمال زوكام، لكن النيابة العامة الإسبانية لم تسمح له باعتقالهم، شارحا أن بعضهم كان مرتبطا بالجهادي المغربي الشهير سعيد بيراج، المتورط في الاعتداء والوحيد، الذي توارى عن الأنظار منذئذ، إذ لا يعرف هل لايزال على قيد الحياة أم قتل. القابعون في السجن جمال زوكام: ولد بمدينة طنجة عام 19. حوكم ب42.9 سنوات سجنا باعتباره المنفذ الرئيس للاعتداء، كما أنه صاحب المحل التجاري، الذي خرجت منه تلك الهواتف، التي استعملت في تفجيرات القطارات. ويزال جمال يقبع تحت النظام الحبسي الصارم، لأنه لم يعبر عن ندمه على تلك الأعمال، التي قام بها، بحيث يقضي تقريبا 5 ساعات في اليوم، معزولا عن باقي السجناء، ولن يغادر السجن حتى عام 2044. عثمان الكناوي: رأى النور في مدينة تطوان عام 1975، ويعتبر إلى جانب زوكام منفذي الاعتداء، إذ حوكم، أيضا، ب42.922 سنة سجنا، أقسى عقوبة سجنية في تاريخ القضاء الإسباني. كان يشتغل عثمان كبناء قبل الاعتداء، كما يتهم أيضا بجلب من "أستورياس" المتفجرات، التي استعملت في الاعتداء، قبل أن يتم تركيبها في منطقة موراتا تاخونا بمدريد. حسن الحسكي: ولد بمدينة كلميم عام 1963. حوكم ب13 سنة سجنا نافذا باعتباره قائد الجماعة المقاتلة الإسلامية المغربية، وأنه كان على علم بمخطط الجهاديين. رحل إلى المغرب سنة 2008، حيث اعتقال بعد وصوله إلى المطار وحوكم، من بعد، ب10 سنوات سجنا نافذا. سعيد الحراك: ولد بالمغرب عام 1974. لايزال يقبع في السجون الإسبانية بعد الحكم عليه عام 2007 ب12 سنة سجنا نافذا. من المنتظر أن يغادر السجون الإسبانية في 25 أكتوبر من السنة الجارية، حيث سيرحل إلى المغرب، للتتم محاكمته من جديد بتهم مرتبطة بالإرهاب. محمد بوشراط: ولد بطنجة عام 1979، وحوكم ب12 سنة سجنا نافذا بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي. من المتوقع أن يغادر السجون الإسبانية في 30 أكتوبر المقبل، حيث سيرحل أيضا إلى المغرب، لتتم محاكمته من جديد. عبد المجيد بوشار: ولد في المملكة عام 1983. ويقبع في السجون الإسبانية بعد الحكم عليه ب18 سنة سجنا نافذا بتهمتي الانتماء لتنظيم إرهابي، وحيازة المتفجرات. اعتقل في صربيا عام 2005، بعد هروبه من "شقة ليغانيس" التي استعملها الجهاهديون للتخطيط والتنسيق لاعتداء مدريد. سيفرج عنه في 12 شتنبر 2023، وسيتم ترحيله إلى المملكة، لتحقيق معه ومحاكمته. حميد حميدان: ازداد في المغرب عام 1977. حكم عليه القضاء الإسباني ب13 سنة سجنا نافذا بتهمة الانتماء لجماعة مسلحة وتهريب المخدرات. حوكم عليه أيضا في المغرب ب10 سنوات سجنا نافذا سنة 2008. وسيتم ترحيله إلى المملكة في 23 مارس الجاري، تاريخ الإفراج عنه. رشيد أغليف الملقب بت"الأرنب": ولد بمدينة خريبكة سنة 1979. حوكم ب18 سنة سجنا نافذا بتهتي الانتماء غلى جماعة مسلحة وحيازة المتفجرات. سيغادر السجون الإسبانية سنة 2022، حيث سيرحل للمملكة لإعادة محاكمته، عن "إلموندو" و"إلباييس". وحوكم في المملكة بعض الجهاديين المتورطين في اعتداء مدريد، من أمثال: هشام أحميدان، الذي حوكم ب10 سنوات سجنا نافذا بتهمة الانتماء إلى التنظينم الذي نفذ الاعتداء. والثاني هو عبد الإله حريز، الذي يعتقد أنه يقبع في سجن سلا بعد الحكم عليه ب20 سنة سجنا نافذا بتهمة الارتباط المباشر بالجهاديين، الذين كانوا يحضرون للاعتداء في شقة "ليغانيس". المفرج عنهم أربعة جهاديين مغاربة متورطين في الاعتداء أفرج عنهم ورحلوا إلى المملكة. ويتلعق الأمر بكل من محمد العربي الذي رحل إلى المغرب في فبراير 2014 بعد قضاء 9 سنوات في السجون الإسبانية. رفا زهير المزداد بالدار البيضاء عام 1979، رحل إلى المغرب سنة 2014 بعد قضاء 10 سنوات بالسجن الإسباني بتهمة تهريب المتفجرات. فؤاد المرابط الذي ولد في مدينة الناظور عام 1973، مهندس متخصص في الالكترونيات، رحل غلى المغرب سنة 2016 بعد قضاء 12 سنة في السجن بتهمة الانتماء إلى عصابة مسلحة. يوسف بلحاج المزداد بالمغرب عام 1976، رحل في يناير الماضي إلى المملكة بعد قضاء 12 سجنا نافذا بإسبانيا، يوجد الآن رهن الاعقتال في سجن سلا، حيث من المنتظر أن تتم محاكمته بتهم مرتبطة، أيضا، بالإرهاب. مبرأ وحيد ويبقى المغربي الوحيد، الذي تمت تبرئته من بين المغاربة، الذين اتهموا بالمشاركة في الاعتداء هو فؤاد عكيل، إذ حوكم في البداية ب9 سنوات سجنا نافذا، قبل أن تبرئه المحكمة العليا من بعد.