الذكريات الحزينة للهجوميين الإرهابيين العنيفين اللذين هزا الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، والعاصمة الإسبانية مدريد في 11 مارس 2004، تعود إلى الواجهة من جديد، بعد تأكيد السلطات الإسبانية أنها أفرجت عن الجهادي المغربي يوسف بلحاج، العقل المدبر لاعتداء مدريد والناطق باسم القاعدة في أوروبا حينها، ورفيق حسن الحسكي العقل المدبر المشتبه فيه لاعتداء الدارالبيضاء، بعد قضائه 12 عاما في زنزانة انفرادية في سجن "بيينا" الكتالونية، كما يتم وضع اللمسات الأخيرة لترحليه نحو المملكة، حسب مصادر إعلامية إسبانية. المصادر ذاتها لم تشر إلى تاريخ تسليم بلحاج للسلطات المغربية، وهل فعلا قبل المغرب استقباله؟ إلى ذاك، يعتبر يوسف بلحاج، ابن مدينة الناظور، أول إرهابي سجين في إسبانيا، باعتباره العقل المدبر لاعتداء 11 مارس 2004، أكبر عمل إرهابي في تاريخ أوروبا وإسبانيا خاصة، والذي أسفر عن سقوط 193 قتيلا و1858 جريحا، إذ طبقا لنص الحكم، فإنه كان رفقة الإرهابي المغربي الآخر حسن الحسكي، المحكوم عليه ب15 سنة سجنا نافذا، والذي تم ترحليه إلى المغرب للاشتباه في كونه العقل المدبر لهجوم الدارالبيضاء (45 قتيلا). ويعتبر، كذلك، بلحاج رفيق الإرهابي المصري ربيع أسامة السعيد، العقل المدبر الثالث لهجوم مدريد، والذي اعتقل في إيطاليا قبل أن يتم ترحيله إلى إسبانيا. وكان بلحاج اعتقل في فبراير 2015 في بلجيكا التي كان يتردد عليها باستمرار رفقة شقيقه ميمون بلحاج، الذي كانت تتابعه السلطات المغربية بتهمة الانتماء إلى تنظيم محظور والتورط في إعمال عنف. هذا، وتشير التقارير الغربية إلى أن ميمون هو الذي كان وراء تطرف شقيقه يوسف، الذي كان يدخن في البادية ويعيش حياة عادية مثل جميع الشباب من أبناء جيله. وفي أبريل 2005 تم ترحيل يوسف إلى إسبانيا، حيث اعترف أنه الناطق باسم "الجهاديين" في الفيديو الذي نشر في 13 مارس 2004، أي بعد يومين من الاعتداء، وقبل يومين من الانتخابات التشريعية التي شهدتها إسبانيا في 14 مارس 2004. الناطق الرسمي باسم القاعدة في أوروبا يوسف بلحاج المعرف باسم الناطق الرسمي باسم القاعدة في أوروبا قبل اعتقاله في 2015، تحمله التقارير القضائية الإسبانية مسؤولية كراء شقة في منطقة "ليغانيس" بمدريد، يوم 8 مارس، أي 3 أيام قبل الاعتداء الدموي، إذ اعتبرت تلك الشقة بمثابة مركز التنسيق والتخطيط لوضع اللمسات الأخيرة للاعتداء. وإذا كان بلحاج تم الحكم عليه ب12 عاما سجنا فقط، فلأنه لم يكون منفذا للاعتداء، على عكس إرهابيين مغاربة آخرين مثل جمال زوغام (المزداد بطنجة سنة 1973)، وعثمان الغناوي (تطوان 1975)، اللذين حوكما ب42 سنة سجنا لكل منهما.