مسلسل المسيرات مشياً على الأقدام لا يزال مستمراً، فعلى غرار مسيرة ساكنة "أنركي" التي ذاع صيتها إعلامياً بإقليمأزيلال طلبا ل"ثانوية"، خرجت صباح يوم أمس الأربعاء نساء الجماعة القروية تونفيت بإقليم ميدلت في تظاهرة للمطالبة بإيلاء الاهتمام اللازم بالمنطقة في مختلف المجالات. المسيرة التي انطلقت من تونفيت مع الساعة العاشرة صباحاً، واتجهت صوب عمالة ميدلت، شاركت فيها، حسب تصريح إحدى النساء المحتجات في اتصال هاتفي مع موقع "اليوم24″، أزيد من ثلاثين امرأة، تنديداً بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعانيه المنطقة منذ الأزل. ورفعت النساء المحتجات شعارات منددة بالإقصاء الذي تعيشه القرية، كما اتهمت المحتجات عامل إقليم ميدلت إلى جانب رئيس الجماعة ب"الإسهام في الحضيض الذي بلغته المنطقة"، كما طالبن برحيله نظراً ل"سوء تدبيره لأمور المواطنين". وأضافت المتحدة ذاتها، أنهن "مستعدات للنضال ومواصلة المسيرة مشياً إلى أن تطأ أقدامنا إقليمنا، وبالضبط مقر العمالة، لإيصال صوتنا لعامل الإقليم لعل الأوضاع تتحسن، ونحن على أهبة الاستعداد أن نبيت الليل في العراء إن اقتضى الأمر ذلك كعربون لشرعية مطالبنا". وفي اتصال هاتفي مع فاعل جمعوي التمس عدم ذكر اسمه، أكد ل موقع "اليوم24″، أن سبب نزول النساء إلى الشارع، حاملات العلم الوطني، مرده إلى جملة من المطالب الاستعجالية، ومن ضمنها، حسب المصدر ذاته، رفع التهميش الذي ينخر المنطقة منذ زمن، إضافة إلى تزويد المنطقة بخدمات الاتصالات، علاوة على إصلاح الطرقات وتبليط الأزقة، ناهيك عن المطالبة بتوفير الشغل للأزواج الذين يعانون البطالة، رغم أن الملك في زياراته للقرية دشن مشاريع ملكية هامة ستسهم بشكل أو بآخر في تقليص نسبة العطالة في صفوف الرجال، يقول المصدر عينه. ولعل النقطة التي أفاضت كأس النساء الغاضبات راجعة إلى الاستفادة من الدقيق المدعم عن طريق "البون"، وهو ما أجج غليان المحتجات، رافضات، حسب المصدر نفسه، أن يوزع عليهن الدقيق بهذه الطريقة التي تذكرهن بسنوات الجوع والقحط والجفاف، ما سيسهم في تفشي المحسوبية أثناء تزويد المواطنين بالدقيق من قبل أعوان السلطة، باعتباره المادة الأساسية التي يتعمد عليها جل السكان لسد رمقهم، يقول المصدر ذاته.