ياسين ومريم نموذج من الجيل الجديد من المغاربة المزدادين في إيطاليا من الذين تمكنوا من تكسير بعض الحواجز التقليدية في بنية المجتمع الإيطالي الذي لم يعتد بعدُ رؤية أجانب في مناصب كانت إلى وقت قريب حكراً على الإيطاليين الأصليين. ففي الوقت الذي تأصلت فيه الهجرة في في بلدان أوربية عريقة كفرنسا مثلاً حيث أصبح عاديا مصادفة شرطي بل ووزير من أصول أجنبية، مايزال هذا الأمر غيرمتجذر في إيطاليا، ويمكن البرهنة على ذلك بحكاية الوزيرة من أصول أجنبية "سيسيل كيانغ" التي تعرضت لحملة ضغط واسعة ولم تصمد في منصبها طويلاً. جهاز الكربينييري في إيطاليا وهو فرقة أمنية عسكرية باختصاصات كبيرة وواسعة، وأحد أقوى الأجهزة الأمنية في البلد بدأ الأجانب يقتحمونه رويداً رويداً وهذا ما سلطت عليه جريدة لاريبوبليكا الضوء في عدد نهاية الأسبوع الماضي. وضمن العدد القليل لعناصر الكربينييري من أصول أجنبية تناولت الجريدة قصة شابين مغربيين هما مريم مبكير وياسين جويرة. قبل ولوجها قوات الكربينييري حصلت الشابة المغربية مبكير على إجازة في تخصص "تاريخ الفنون" بجامعة فلورنس، كما أنها قضت ست سنوات في صف المظليين بالقوات الإيطالية. تعمل مريم حالياً بأحد المراكز الأمنية بوسط بولونيا تتحدث الدارجة المغربية وهو ما يسمح له بالتواصل مع الأجانب خاصة من أصول مغاربية، وغالبا ما يتم تكليفها من طرف مرؤسيها بالاستماع إلى النساء المغاربيات ضحايا العنف. كما أنها تساعد فرقة مكافحة الجريمة في الترجمة. وعن حلمها ومشاريعها المستقبلية تقول مريم أنها تتمنى أن تلتحق بفريق أمني يحرس الثراث الفني والمتاحف التي تزخر بها إيطاليا وهو عمل له بتخصصها الجامعي. ياسين جويرة بدوره أحد الذين تمكنوا من بلوغ الجهاز الأمني القوي، بعد مسيرة دراسية حافلة بالنجاح، يقول بهذا الخصوص:" عند قبولي تمكنت من احتلال المرتبة 177 من بين 1658 مترشح.."، يفتخر ياسين بأن والديه المغربيين يعتنقان الديانة الإسلامية، ويعتبر "التنوع والاختلاف قيمةً، وليس سبباً لإصدار الأحكام القبلية.." لا يخفي ياسين كونه في أحيان كثيرة يستمع، بتكليف من رؤسائه، إلى مغاربة ومغاربيين ويتبادل معهم بعض الكلمات بالعربية، وهذا يساعدهم على التواصل معه بشكل جيد. يُجمع ياسين ومريم على ان المغاربة والأجانب القاطنين بإيطاليا والذين يصادفانهما في دورياتهم، لا يصدقون عيونهم عندما يستمعون إليهم ويدركون أنهم من أصول اجنبية، إذ أن مصادفة رجل كربينييري من أصول أجنبية نادر جداًّ.