ساهم تراجع العجز التجاري خلال السنة الماضية ونمو عائدات الاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجهة للمغرب في عودة الثقة إلى مسيري أكبر 500 مقاولة في الاقتصاد المغربي. خلصت دراسة حديثة ل «مرصد روح المبادرة» التابع ل «البنك المغربي للتجارة الخارجية»، إلى استعادة مسيري أكبر 500 مقاولة في المغرب لثقتهم في الوضعية الاقتصادية للمغرب خلال الفصل الأخير من السنة الماضية، وذلك بعد عدة فصول من التراجع، حيث ارتفع مؤشر هذه الثقة بكيفية ملموسة ناهزت نسبتها 4.4 نقطة، مقارنة بنتائج مؤشر الثقة المعلنة خلال الفصل الثالث من سنة 2013. وتعود أسباب نمو ثقة المقاولين المغاربة في الاقتصاد الوطني، تضيف نتائج الدراسة إلى «تراجع مستوى العجز التجاري خلال السنة الماضية، وبوادر بعودة النمو إلى منطقة الأورو، الشريك الرئيسي للمغرب، وتحسن عائدات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، زيادة على تحسن الطلب الداخلي، والنتائج الجيدة للموسم الفلاحي الماضي، والتي أتت هي الأخرى لتؤثر على محيط الأعمال حول توجهات الاقتصاد الوطني خلال السنة الجارية». ولاحظت نتائج الدراسة، التي صدرت، يوم الخميس، ارتفاعا لمستوى نسب الثقة الكبرى لدى المسيرين المغاربة في الفضاء الاقتصادي الوطني الحالي مقارنة بالفصل الثالث من السنة الماضية، رغم تفاقم عجز الميزانية، وذلك بسبب حفاظ المغرب على أهليته للاستفادة من خط صندوق النقد الدولي للوقاية والسيولة البالغة قيمته 6.2 مليار دولار، وتوقعات ببلوغ نمو اقتصادي تتراوح نسبته ما بين 4.5 و5 في المائة سنة 2013، زيادة على تجاوز الأزمة السياسية بتنصيب فريق حكومي جديد، وحفاظ مؤسسات التصنيف الائتماني على درجة تصنيفها للمغرب دون تغيير. نمو ثقة المسيرين المغاربة دفعت، تسجل نتائج الدراسة، غالبية أرباب المقاولات المستجوبين إلى إبداء تفاؤلهم خلال الأشهر المقبلة من السنة الجارية، أمام نسبة النمو المتوقعة للاقتصاد الوطني، وتحسن مستوى تدفقات الاستثمارات الأجنبية الخارجية. وفي هذا الصدد، أكد هؤلاء المسيرون، رغم الظرفية الحالية المتميزة بالاستقرار، منح المزيد من التمويلات لأنشطتهم بفضل الإنجازات الملحوظة للاستراتيجيات القطاعية، خاصة في مجال التكنولوجيات الحديثة للاتصال وتجهيزات السيارات والصيد البحري والسياحة والطاقات المتجددة واللوجستيك. وفي هذا الإطار، أكد 24 في المائة من أرباب المقاولات أن الوضعية الراهنة للقطاعات التي يعملون بها جيدة مقارنة مع الوضعية التي كانت سائدة خلال الستة أشهر الماضية، كما يتوقع غالبيتهم مواصلة الوتيرة التصاعدية لقطاعاتهم خلال الستة أشهر المقبلة من السنة الجارية، في حالة متابعة إنجاز الأوراش الكبرى، وتنفيذ مقتضيات القانون المالي، وعقد مزيد من المعارض والمنتديات. إلى ذلك، عبر 55 في المائة من أرباب المقاولات عن تفاؤلهم خلال الأشهر القادمة بتحسن مردودية مقاولاتهم أمام الافتتاح الأخير للمنصة المندمجة للطيران «ميد بارك» بمنطقة النواصر، وخط الإنتاج الثاني لمصنع «رونو» طنجة، والشروع المرتقب في منح رخص الاتصالات من الجيل الرابع. من جانبه، انعكس نمو مستوى ثقة المسيرين المغاربة في الوضعية الاقتصادية الحالية إيجابا على نيتهم في الاستثمار، إذ يتوقع 60 في المائة منهم ذلك، كما عادت نية خلق مناصب شغل جديدة إلى الارتفاع بتصريح 55 في المائة من المقاولين.