أفادت دراسة أنجزتها مؤسسة التعاون التقني الألماني، أن المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب برهنت على دينامية محفزة في ظل مناخ اقتصادي أصبح أكثر تنافسية. وأوضح مستشار المؤسسة كريستيان بولاك، خلال تقديمه لنتائج هذه الدراسة، مساء الخميس الماضي بالدار البيضاء، أن الاقتصاد المغربي حقق تقدما مهما أقرته المؤسسات المالية الدولية ومنها بالخصوص البنك العالمي والمكتب الألماني الفدرالي للإعلام الاقتصادي والتجاري. وسجلت هذه الدراسة، التي شملت المقاولات الصغرى والمتوسطة المستفيدة من دعم الوكالة الوطنية لإنعاش المقاولة الصغرى والمتوسطة، أن 46 في المائة من المقاولات المستجوبة اعتبرت أن مناخ الأعمال في المغرب «جيد» مقابل 48 في المائة سنة2007 و39 في المائة سنة 2006. واعتبرت 49 في المائة من المقاولات الصغرى والمتوسطة، أن وضعية الأعمال «متوسطة» بينما لم تتجاوز هذه النسبة47 في المائة سنة 2007 مقابل57 في المائة سنة 2006، في حين اعتبرت 5 في المائة من المقاولات أن الوضعية «سيئة». وأشارت الدراسة إلى أن هذه المؤشرات التي تدل على «ثقة» المقاولات في مناخ الأعمال ووضعيتها الجيدة يعضدها «تفاؤل» هذه المقاولات بخصوص آفاق العمل في المستقبل والذي توقعت نسبة 74 في المائة من المقاولات الصغرى والمتوسطة أن تعرف «تحسنا» فيما سيبقى الوضع قارا بالنسبة ل22 في المائة منها وسيتراجع بالنسبة ل4 في المائة. وحسب الدراسة ذاتها فإن هذا «التفاؤل» مرده إلى نمو الاستثمارات التي ارتفعت برأي 60 في المائة من المقاولات وبقيت ثابتة بنظر31 في المائة وتراجعت بالنسبة ل9 في المائة. ولم يكن الإنتاج وحده المستفيد من نمو الاستثمارات في المغرب، بل إنه أثر إيجابا أيضا على سوق الشغل الذي سجل نمو ملموسا بالنسبة ل55 في المائة من المقاولات المستجوبة وبقي قارا بالنسبة ل35 في المائة وتراجع بالنسبة ل10 في المائة. وأبدت المقاولات التي استهدفتها الدراسة تفاؤلها بخصوص توقعات البيع بالنسبة للسوق المحلية كما الدولية. فعلى الصعيد الداخلي، اعتبرت 69 في المائة من المقاولات أن مبيعاتها سترتفع فيما توقعت 28 في المائة أن تبقى مبيعاتها قارة، في حين توقعت 3 في المائة من المقاولات أن تتراجع مبيعاتها. وعلى الصعيد الدولي، توقعت 56 في المائة من المقاولات ارتفاع المبيعات الخارجية في حين رأت 31 في المائة أنها ستبقى قارة و13 في المائة توقعت تراجعا في هذه المبيعات.