يطبع «التشاؤم» توقعات رجال الأعمال بشأن الوضعية الاقتصادية للمغرب في السنة الجارية، وفي المقابل، يبدون تفاؤلا مشوبا بالحذر بشأن تحسن أداء الاقتصاد المغربي في السنة المقبلة. وكشف استطلاع رأي أنجزه مكتب دراسات خاص لفائدة أسبوعية «لافي إيكوا»، الناطقة باللغة الفرنسية، أن التشاؤم يظل السمة الأساسية لتوقعات رجال الأعمال المغاربة في جل القطاعات الإنتاجية ومختلف أقاليم البلاد. وقد أكد 64 في المائة من رجال الأعمال، المستقاة آراؤُهم، تسجيل تراجع في أنشطة مقاولاتهم في الفصول الثلاثة الأولى من السنة الجارية. وهم هذا التراجع المقاولات الصناعية ومقاولات البناء والأشغال العمومية، حيث اشتكى 68 في المائة من رجال الأعمال العاملين في هذين القطاعين، في الوقت الذي تصل فيه هذه النسبة إلى 64 في المائة في التجارة و59 في المائة في القطاع الخدماتي. وأظهرت نتائج استطلاع الرأي، الذي أنجز في الأسبوع الأول من شهر شتنبر الجاري، تباينا في نسب تضرر المقاولات، حسب المناطق، حيث تعتبر المقاولات الناشطة في محور الدارالبيضاءالرباط الأقل تضررا مقارنة بنظيرتها المتركزة أنشطتها في باقي المناطق. وبين الاستطلاع ذاته أن المقاولات الكبرى تتمتع بحظوظ وافرة للخروج من الوضعية الحالية بأقل الأضرار، عكس مثيلتها الصغرى، التي تعتبر الأقل تأهيلا واستعدادا لمواجهة تحديات الأزمة الحالية، علما بأن 90 في المائة من رجال الأعمال المستجوبين أقروا بتأثر أنشطة مقاولاتهم سلبا بصعوبة الظرفية الاقتصادية الراهنة. وفي هذا السياق، أفاد نحو 83 في المائة من رجال الأعمال بأن رقم معاملات مقاولاتهم سجل تراجعا ملموسا في الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية. وكانت السمة الغالبة على أرقام معاملات المقاولات الصناعة وشركات البناء والأشغال العمومية، ورصد تباين ملحوظ في حجم هذا التباطؤ وكذا وتيرته لدى المقاولات المتمركزة أنشطتها في المدن الكبرى مقارنة مع نظيرتها في المدن المتوسطة والصغرى. واشتكى معظم رجال الأعمال، الذين شملهم الاستطلاع، من الانعكاسات السلبية لتأخر آجال الأداء على أنشطتهم ومساهمة هذا العامل في تأزيم وضعية كثير من المقاولات، ولا سيما الصغرى والمتوسطة. وبخصوص توقعاتهم بشأن السنة المقبلة، عبر 67.5 في المائة من ر جال الأعمال المستجوبين عن ثقتهم في إمكانية تسجيل تحسن في مناخ المال والأعمال بالمغرب بحلول سنة 2013. وكان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، التقى، الأسبوع الماضي، برجال الأعمال المغاربة بمقر الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالعاصمة الاقتصادية، وجدد حرص حكومته على تحسين مناخ الأعمال، في حين طالب رجال الأعمال رئيس الحكومة باتخاذ تدابير عاجلة للدفع بعجلة النمو الاقتصادي في الفصل الأخير من السنة الجارية أو الفصل الأول من السنة المقبلة على أبعد تقدير.