شكلت مصادقة القمة الإفريقية في أديس أبابا، مساء أمس الاثنين، على طلب عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي الحدث الأبرز في أروقة المنظمة، بعدما استطاع المغرب نيل دعم أغلب دول القارة السمراء، على الرغم من مناورات خصومه. ويرى عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية، ورئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تعتبر انتصاراً تكتيكياً ضد سياسة الخط الوحيد، الذي كان يعمل به من طرف خصوم الوحدة الترابية، إلا أن الوضع تغير اليوم، بعدما أصبحت قضية الصحراء محدداً أساسياً في السياسة الديبلوماسية الخارجية للمغرب، فضلا ًعن اصطفاف المغرب إلى جانب الدول الإفريقية، التي تسعى إلى الديمقراطية والتنمية. وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن المغرب سجل انتصاراً ضد خصوم وحدته الترابية، وفي المرحلة القادمة سيساهم إلى جانب الدول، التي تريد تحقيق موقع تفاوضي قوي لإفريقيا تجاه العالم، وتلبية طموحات الشعوب الإفريقية. وأشار بلعمشي إلى أن المغرب هيأ بشكل جيد لهذه العودة، سواء من خلال الزيارات المتعددة، التي قام بها الملك محمد السادس لعدد من الدول الإفريقية، وكذلك مصادقة البرلمان المغربي على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وهو ما جعل موقعه قويا أمام خصومه. واعتبر بلعمشي، أن ما ينتظر المغرب هو العمل على تنمية المنظمة لتقوم بأدوارها كاملة بآليات حديثة، ومتطورة على خلاف ما كانت عليه في السنوات السابقة، وهو ما يقتضي من المغرب الوفاء بالتزاماته تجاه دول هذه القارة، التي تجمعه بها اتفاقيات تعاون عديدة.